مريم بوفنان
بعد الضجة التي خلقها إبان طرحه بالقاعات السينمائية المغربية، منتصف شهر الماي الماضي، كان جمهور قاعة سينما “روكسي”، على موعد مع عرض الفيلم السينمائي “الإخوان”، لمخرجه محمد أمين الأحمر، الذي ينافس ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، برسم الدورة الـ22 من المهرجان الوطني للفيلم، المنظمة حاليا بعروسة الشمال طنجة.
“طاليس”: الفيلم تجربة صعبة
وبهذا الخصوص، أعرب بطل الفيلم عبد العالي لمهر، المشهور بـ”طاليس”، عن تخوفه في البداية من خوض هذه التجربة كونها الأولى في مساره الفني، بعد العديد من الأعمال التي قادها سواء في العروض الكوميدية على خشبة المسرح، أو في التلفزيون والراديو.
وأكد “طاليس”، في تصريح له قائلا: “لم تكن تجربة سهلة، لا على مستوى الإنتاج أو الإخراج، أو الكتابة، إذ كنا متخوفين من ردة فعل الجمهور، ما إذا كان سيتقبل العمل أم لا، بالإضافة إلى أنني أعتقد أن السينما لها مسؤولية وثقل تخلد أعمالها في التاريخ، لذا كان ينبغي معالجة موضوع يهم المجتمع المغربي”.
وعن الجدل الذي أثير حول الفيلم قبل عرضه بالقاعات السينمائية، قال المتحدث ذاته، إنه كان يعلم أن هذا العمل سيخلق ضجة ربما من خلال العنوان، أو موضوع “التطرف”، الذي لا تقبل فئة عريضة مناقشته، مشيرا إلى أنه بعد صدور الفيلم ومشاهدته من طرف فئات مختلفة، اتضح لدى الجميع أن الفيلم لا يمس بالدين، بل يتطرق إلى مواضيع اجتماعية مهمة؛ منها ما عاشه شخصيا في “كاريان السكويلة”، و”سيدي مومن”، في أثناء الهجمات الإرهابية سنة 2003، مع أصدقائه وجيرانه، الذين لم يكن يتصور أنهم سيكونون جزءا من هاته الأفعال التي ضرّت ببلدهم وأهلهم.
وأردف طاليس: “أعتقد أن الفقر والجهل والمحيط، وانعدام الإمكانيات، جميعها ساهمت في تهييء ما وقع في أحداث الـ16 من ماي 2003، والشخصيات الموظفة في الفيلم من واقعنا، إذ لا بد وأن نتعايش مع مجتمعنا بأخطائه وصوابه”.
بدوره، محمد أمين الأحمر، مخرج الفيلم، قال، في تصريح للجريدة، إنه لم يتخوف من قيادة هذه التجربة، ولا يمانع الانتقادات، مبرزا أنه بعد خروج الفيلم إلى القاعات السينمائية أصبح ملكا للمشاهدين، والحكم الحقيقي لهم، وأنه سعيد بتفاعلهم الذي لمسه في جميع المدن خلال العروض الأولى.
الجوهري: “فيلم للضحك ولا شيء غير الضحك”
وكان فيلم “الإخوان” قد خلق ضجة في الأوساط، قبل أشهر، مع صدور الإعلان الترويجي الخاص به، بسبب اتهامات بـ”الإساءة” إلى الدين الإسلامي” وتشويه “صورة الإنسان المتديّن”.
في هذا السياق، دافع الناقد السينمائي والسيناريست المغربي، عبد الإله الجوهري، في وقت سابق، عن فيلم “الإخوان” الذي أثير الجدل حوله، مبرزا أن العمل يتوفر على مقومات عالية وفعالية إضحاكية تستطيع شد انتباه عشاق السينما، بفضل موهبة أبطاله ومواضيعه الاجتماعية التي تدور في قالب هزلي كوميدي.
وقال الجوهري إن فيلم “الإخوان” عبارة عن ضحك ولاشيء غير الضحك، مشبها إياه بسنوات الستينات والسبعينات، التي شهدت خلالها دول أوروبية عديدة، سيادة ظواهر سينمائية تجارية شعبية، من خلال أفلام كوميدية خفيفة، كان يجسدها مجموعة من الفكاهيين، مجموعة تضم ثلاثة او أربعة أفراد، يشكلون فرقة بخصوصيات فنية محددة، سواء في الشكل أو الحركة ونطق الكلام.
ويناقش فيلم “الإخوان” موضوعا حساسا في قالب يمزج بين التراجيديا والكوميديا، إذ يحكي عن قصة ثلاثة أصدقاء ينحدرون من حي صفيحي بالدار البيضاء، وكل واخد منهم له قصته الفرعية، غير أنهم سيفكرون يوما ما في خلق “البوز” عبر تصوير فيديو للترفيه في ما بينهم، قبل أن يقرروا عدم عرضه، إلا أنه سيتم تسريبه عبر الأنترنت ليكون سببا في إصدار مذكرة بحث أمنية عنهم.