[success]غزلان حنين[/success]
قال محمد تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس أكدال، إن التشنج الذي تعيشه العلاقات بين المغرب وإسبانيا كان منتظرا بسبب المواقف التي تعتبر انتهازية للحكومة الإسبانية فيما يتعلق بالوحدة الترابية.
وأضاف الحسيني، في تصريح لـpjd.ma، أن الأحداث تواتر بعضها مع البعض لتصبح بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس خاصة مع استقبال إبراهيم غالي “بتلك الطريقة التواطئية التي لا تحترم المعاملة بالمثل ولا تحترم المبادئ التي تحكم العلاقات بين الشريكين ليس فقط في ميدان الجوار كجوار ولكن أيضا بالنسبة لميدان محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة ومحاربة الهجرة السرية والتهريب والتعاون في الميدان الاقتصادي”، مردفا أن “كل هذه الأمور ضربت به اسبانيا عرض الحائط”.
وحول مداخل طي هذه الأزمة، أكد أستاذ العلاقات الدولية، أن المدخل الدبلوماسي لا يكفي ليُرجع المياه الى مجاريها، مبرزا أن المدخل الدبلوماسي هو فقط واجهة للتعبير عن باقي الوجهات الأخرى.
واعتبر في هذا الصدد، أن ما يحمي هذه العلاقات في المستقبل هو المصالح الحيوية المتبادلة، مضيفا أن المغرب يقف سدا منيعا أمام الهجرة التي لا تهم المغاربة بالأساس بل تهم كل مهاجرين منطقة شمال افريقيا ومن جنوب الصحراء وافريقيا الغربية.
وبالتالي يتابع الحسيني، أن تتنازل إسبانيا بهذه السهولة عن هذه المكاسب، هو أمر غير مقبول منطقيا خاصة وأن هناك مئات الشركات الاستثمارية التي تحقق أرباحا مهمة وفائضا مهما بالنسبة للخزينة الاسبانية، مبينا أن “الاسبان يعلمون جيدا أن غداءهم اليومي يأتي من الشواطئ المغربية بالأساس”.
وفي استشرافه لمآلات الأزمة المغربية الإسبانية، أوضح الحسيني، أن هناك ثلاثة سيناريوهات، الأول هو سيناريو الأمل، أي انقشاع الأزمة، خاصة وأن هذا السيناريو له نوع من الأولوية على اعتبار السوابق التاريخية التي انتهت دائما بالتسويات السريعة، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن هناك وساطات شريكة مهمة في العلاقات متداخلة مع اسبانيا خاصة فرنسا، بالإضافة الى قوة عظمى وهي الولايات المتحدة الأمريكية التي تأخذ الأمر بجدية.
وبالنسبة للسيناريو الثاني، فيتعلق حسب الحسيني، بسيناريو اليأس أو القطيعة، مبينا أن المغرب لا يمكن أن يكون المتضرر الأساسي، واستدرك “غير أنه سيلحقه بعض الضرر ولكن المغرب اختار منذ سنة 2016 ألا يضع كل بيضه في سلة واحدة، وأن ينوع المعاملات بشكل كبير”، مؤكدا أنه إذا حدث ما حدث وأصبحت القطيعة مفروضة فالمغرب له مخارج يمكن أن يمر منها نحو مستقبل أفضل.
وبخصوص السيناريو الثالث، فهو يتعلق حسب المتحدث ذاته، بالوضع القائم وما نعيشه اليوم أو السيناريو الرمادي، مضيفا أن هذا الوضع يمكن أن يفسر بعدة تفسيرات من بينها أن المغرب أخذ على نفسه التزاما بأن النزاعات السياسية “لا يمكن أن تتطور الى نزاعات ذات طبيعة اقتصادية وأن الفاعلين الاقتصاديين يشعرون بالحماية في المغرب ويمارسون نشاطهم بكل ارتياح”.
وسجل الحسيني، أنه ليست هذه أول أزمة تعرفها العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا بل كانت هناك أزمات كادت تقود الطرفين مباشرة الى الحرب كما هو الشأن بالنسبة لأزمة “ليلى” التي تدخل فيها الجنرال باول الذي كان وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك ليوقف النزيف بخصوص إمكانية المواجهة العسكرية.