[success]المواطن 24 – زواوي المصطفى[/success]
تباحثت رئيسة مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، السيدة فاطمة الحساني، مع سفيرة كندا المتحدة المعتمدة لدى المغرب، السيدة نيل ستيوارت، حول سبل تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين في إطار التعاون اللامركزي. ويندرج هذا اللقاء الذي حضره عن مجلس الجهة السيد محمد بوهريز، نائب الرئيسة المكلف بالتعاون الدولي ومغاربة العالم، وعن الجانب الكندي، المستشار السياسي بالسفارة الكندية، السيد بيل ماك كريمون، في إطار انفتاح مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة على محيطه الخارجي وتسويقه لتراب الجهة عبر الترويج والتعريف بالمؤهلات المتعددة والمتنوعة وفرص الاستثمار الواعدة التي يوفرها . وأعربت السيدة الحساني؛ في هذا اللقاء عن أملها في ان تشكل الزيارة التي تقوم بها السيدة السفيرة لجهة طنجة تطوان الحسيمة فرصة مواتية لزيادة تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين منذ قرابة ستة عقود من الزمن، لتمتد الى الجماعات الترابية للبلدين ولاسيما الجهات في المجالات التي تحظى باهتمامها المشترك. وبعد ذلك ذكرت السيدة الحساني بالتقدم الذي قطعته بلادنا على مستوى تعزيز تجربتها اللامركزية التي انطلقت منذ بداية الستينات ،والتي تعززت باعتماد المغرب بموجب دستور 2011، لنموذج الجهوية المتقدمة مع ما منحته للجهات من اختصاصات متنوعة.
وفي هذا الاطار؛ استعرضت السيدة الحساني جملة من المشاريع لاسيما المهيكلة منها التي نفذها المجلس خلال هاته الفترة الانتدابية التي تشارف على الانتهاء، والتي تروم تحقيق التنمية الاقتصادية وتحسين جاذبية التراب، وفي مقدمتها إحداث مناطق للانشطة الاقتصادية والصناعية بتراب الجهة في إطار من العدالة المجالية؛ بما يسمح بجذب الاستثمار وبالتالي خلق مناصب الشغل وتحسين ظروف عيش الساكنة، مبرزة أن هاته المناطق انضافت الى مناطق صناعية واخرى حرة متواجدة بالجهة. ومن أجل دعم هذه الدينامية، تقول السيدة الحساني، فقد أولى المجلس، اهتماما كبيرا لمجال التكوين وتأهيل العنصر البشري، من خلال المساهمة في إنجاز مشروع مدينة المهن والكفاءات، إضافة إلى إحداث مراكز جديدة للتكوين المهني.
وبعد ذلك تطرقت الى قطاعات أخرى تحظى باهتمام المجلس وتدخل في صلب اختصاصاته الذاتية مثل الاقتصاد الاجتماعي والتضامني الذي أكدت أنه يشكل رافعة هامة لتحقيق التنمية المستدامة والمندمجة التي يسعى المجلس لبلوغها ، وكذا من أجل تحقيق التمكين الاقتصادي للفئات الهشة ولاسيما في العالم القروي، وفي مقدمتها النساء. وتابعت السيدة الحساني، بأن مجلس الجهة يولي أهمية خاصة لقضايا البيئة ومكافحة التغيرات المناخية مذكرة باحتضان الجهة لمؤتمر الأطراف المتوسطي “ميد كوب –المناخ” سنة 2017، والذي كانت من مخرجاته إحداث دار المناخ المتوسطية التي تعنى بقضايا البيئة ومحاربة التقلبات المناخية بالحوض المتوسطي . وخلصت السيدة الحساني، إلى استعداد المجلس لربط شراكة مع إحدى الوحدات الترابية المماثلة في جغرافيتها ومؤهلاتها المختلفة لجهة طنجة تطوان الحسيمة بما يساهم في إغناء تجارب الوحدتين الترابيتين بالبلدين ، ويعود بالنفع على ساكنتها في إطار احترام جملة من المبادئ المشتركة وفي مقدمتها احترام كرامة الإنسان والمساواة وتكافؤ الفرص وغيرها. من جانبها، أعربت السفيرة الكندية، السيدة نيل ستيوارت، عن إعجابها الكبير بما تزخر به جهة طنجة تطوان الحسيمة، من مؤهلات ومشاريع ملكية مهيكلة، لا سيما ميناء طنجة المتوسط، الذي يعتبر أكبر مركب مينائي في أفريقيا، والمدينة الصناعية “محمد السادس – طنجة تيك”، فضلا عن الخط السككي فائق السرعة الذي يربط مدينتي طنجة والدار البيضاء.
واعتبرت السيدة ستيوارت، أن هذه المشاريع، تمثل محفزا للاستثمارات الأجنبية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، التي تتمتع بموقعها الجيواستراتيجي الفريد المجاور للسوق الاوربية والمنفتح في ذات الوقت على القارة الافريقية، مبدية استعدادها التام بمجرد انتهاء جاءحةُ كورونا للعمل على تنظيم زيارات متبادلة بين رجال الاعمال بالبلدين وكذا زيارات للمستثمرين الكنديين للجهة. كما نوهت السفيرة الكندية؛ بالجاذبية السياحية التي تحظى بها أقاليم الجهة وتنوع مؤهلاتها وطابعها الحضاري العريق وغناها الثقافي فضلا عن ما تتميز به مدينة طنجة من مؤشرات عالية لجودة الحياة، مما يؤهلها لجذب الأجانب فوق ترابها. واشارت السيدة استيوارت في الختام ،إلى الاهتمام الكبير الذي توليه بلادها في سياستها الخارجية، لموضوع المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين ،عبر الحرص على دعم المبادرات المحلية التي تصب في خانة تشجيع وصول النساء لمواقع القرار وكذا تيسير التمكين الاقتصادي للنساء .