نورالدين كودري
تكابد غالبية الشعب من المستضعفين و الفقراء، الذين لا يجدون قوت يومهم، سغب العيش و صعوبة التكيف مع الحياة، في ظل غلاء معشي ضارب، و ارتفاع للاسعار، و تدني الدخل و انتشار البطالة، فان الشعب المغربي اليوم بحاجة الى مشاريع تنموية، و عمل جاد و ملموس لاحتواء أزماته الاقتصادية و الاجتماعية و الأمنية.. و انقاذ مئات الأسر من مخالب الفقر القاتل و الضياع، يحتاج الشعب، و يريد، خدمات حكومية على المستوى المطلوب، بدلا من شغل الناس في صراعات اجنحة الأحزاب و مكائد جماعات السياسة المرتهنة وفق مصالحهم و اجنداتهم، ان اعتماد شحن الجو بالشائعات و تضخيم القضايا غير ذات الأهمية و التي لا تعود بالنفع على الوطن و المواطن، هي ملهاة اريد بها التغطية على مكامن الفشل الحكومي الماضي و الحالي، و لا يريب في ان المعارضة ايضا تشارك بشكل ملحوظ في صناعة هذا الفراق و هذه الفوضى، و هذه اللعبة التي لا تريد لهذا الشعب ان يخرج من دوامة الالاعيب و الفساد الى افق تنموي واضح يطبعه الانسجام و الاستقرار، كما دعى له صاحب الجلالة.
و لا شك ان المواطن المغربي، كما ينطق الواقع، ليس معنيا و لا مهتما بكثير من صراعات زعماء الأحزاب التي صنعت له او صنعها و باتت مسرحية واضحة مكشوفة. ان الشعب يريد حل مشاكله الملحة جدا، من توفير الأمن، و خفض اسعار المواد الغاية و التحسين من واقعه على جميع المستويات، و احداث مشاريع تنموية، و توفير الشغل و الحد من البطالة، و توفير و تجويد الصحة و التعليم، و عدالة اجتماعية ومجالية.. و هو ما لم تقدمه الحكومة التي شغلت الناس بتلك الالاعيب الشعارات و البرامج الكاذبة، والملفات الفارغة و تصفية الحسابات .. فهل تظل الأحزاب السياسية القائمة حبيسة نفس الدوامة ؟!