المواطن24:فاطمة أحمد الشدادي
تزخر خزانة المغرب الفنية من نصوص أغنية رفيعة شاهدة عن زمن ذهبي، بقدر ما يقتضيه من فخر بقدر ما يطرح من سؤال يخص ما كان عليه سلف أغنية، من تراكم وحس فني وروح وطن وتأصيل، وهو ما كان ينبغي أن يكون عليه خلفها من تعزيز مسار وإغناءٍ تجارب ومن ثمة حضارة.
هكذا كانت مقومات أغنية مغرب أمس التي جعلتها بحضن مستمر، ليس فقط لِما كانت عليه من قيمة مضافة وبصمة معبرة وهيبة فنية وإشعاع وروح مغربية، إنما أيضا باعتبارها إرثا رمزيا في ذاكرة مغرب ومغاربة.
وليست الأغنية المغربية كل ما قد يُتخيل صوبها من قِبل هذا وذاك، بل تلك التي أثثت فترة مجد في زمن مغرب فني راهن، وارتبطت بلحظة رفيعة جمعت بين أدب ولحن وأداء سمح ببلوغ ما بلغته من عرش وسمو.
بل هي ما تحفظه الذاكرة كإرث بمثابة جبل شامخ يطل من موقع عالٍ عبر دفء تعبير ورقي كلمة ونبوغ لحن وأداء وعظمة روح، كيف لا وروادها بهيبة اسم ووقع في ذاكرة عباد وبلاد لن يقفز تاريخها عن حفظ مقامهم. أبدع مؤخرا الفنان محمد الاشرقي باغنية طربية مُتنوعة اجتماعية وايضا تتناول القطعة موضوع مراكب الموت التي تحصد الارواح ..يقول مطلع القطعة ركب لمواج وعانق الموت ..هجر حبابو ونسى لخوت.
والعمل يحاول من خلاله الفنان الاشراقي ترسيخ الأغنية المغربية العصرية بضوابطها ومواصفاتها كلمة ولحنا ..و سالة قويةمن احل إنقاد البشرية من قوارب الموت.