تخيم عبد الفتاح
قالت وكالة الأنباء الفرنسية إنها علمت من مصادر متطابقة أن آخر 130 عسكريا فرنسيا في جمهورية أفريقيا الوسطى سيغادرون بحلول نهاية العام البلد المضطرب، الذي ذكرت أنه بات يستعين بمجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية.
وقال مصدر مقرب من الحكومة الفرنسية للوكالة إن رحيل القوات سيبدأ في الأسابيع المقبلة على أن يكتمل بحلول منتصف ديسمبر المقبل، مؤكدا تقارير صحفية أوردت المعلومة الشهر الماضي.
وأشارت الوكالة إلى أنها اتصلت بهيئة الأركان العامة الفرنسية لكنها رفضت التعليق.
ويأتي الانسحاب من جمهورية أفريقيا الوسطى بعد أسابيع من إتمام سحب القوات الفرنسية من مالي، عقب تردّي العلاقات بين باريس والمجلس العسكري الحاكم في باماكو الذي اختار أيضا الاستعانة بخدمات مدربين روس لتأمين البلاد أكدت باريس أنهم من مرتزقة فاغنر.
وتنتشر الوحدة الفرنسية في جمهورية أفريقيا الوسطى في معسكر مبوكو في مطار العاصمة بانغي، وتقدم الخدمات اللوجستية في القاعدة التي تستضيف أيضا عناصر بعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب ووحدة تابعة لبعثة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا) من بين عناصرها نحو 10 عسكريين فرنسيين.
وعوّضت هذه الوحدة اللوجستية في يونيو 2021 مفرزة الدعم العملاني الفرنسية في بانغي التي كانت تتولى خصوصا تدريب القوات المسلحة لجمهورية أفريقيا الوسطى.
وكانت باريس قد قررت في صيف عام 2021 تعليق تعاونها العسكري مع بانغي التي اعتبرتها “متواطئة” في حملة مناهضة لفرنسا تقودها روسيا.
وتدخلت فرنسا عسكريا أكثر من مرة في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ استقلالها عنها في عام 1960، ونشرت في عام 2013 أكثر من ألف عسكري في مستعمرتها السابقة في إطار عملية سانغاريس التي حظيت بموافقة من الأمم المتحدة بهدف وضع حد للعنف الأهلي.
واستمرت سانغاريس، التي بلغ عدد المشاركين فيها 1600 عنصر، حتى عام 2016. واستغلت روسيا الفراغ الناجم عن رحيل القسم الأكبر من القوات الفرنسية، فأرسلت “مدربين عسكريين” إلى أفريقيا الوسطى عام 2018، ثم مئات من القوات شبه العسكرية عام 2020 بناء على طلب بانغي.
وتتهم فرنسا باستمرار تلك القوات شبه العسكرية بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين وبإنشاء نظام “نهب” لموارد جمهورية أفريقيا الوسطى.
وبعد أن أعلمتهم باريس برحيل آخر القوات الفرنسية، يدرس الأوروبيون حاليا إيجاد مزود جديد للخدمات قادر على توفير الغذاء والطاقة والمياه. ويوضح مصدر فرنسي مطلع أن “بعثة التدريب الأوروبية خفضت أنشطتها منذ أشهر إلى تقديم المشورة الإستراتيجية، ولم تعد تقوم بالتدريب”.