[success]المواطن 24[/success]
“يا سماء البلاد لا خوف لا ارتعاد، فأبناؤك الشداد يحلقون باعتزاز يهزمون المحن”، هذا المقطع من نشيد القوات الملكية الجوية لا يهم فقط الرجال المرتدين للبزات العسكرية الخضراء، إذ أن المرأة المغربية اقتحمت هذا المجال بكل رقة.
“بالطائرات والكتاب قد قهرنا الصعاب ممتطين السحاب، مؤمنين بالخطاب، هو خطاب الوطن”.
ما أجمل هذه الكلمات وما أعذبها وما أقصر طريقها ومعانيها إلى قلب نساء فضلن الانخراط في صفوف القوات الملكية الجوية. الرائد هناء الزروالي، ربان الطائرة والمدربة في مجال النقل الجوي العسكري بالقاعدة الجوية الثالثة للقوات الملكية الجوية بالقنيطرة تعد نموذجا رائدا لهؤلاء النساء.
“لم تكن فكرة واردة”، تقول الرائد الزروالي في تصريح للقناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء (إم 24)، “إذ في البداية، كنت أرغب في أن أصبح مهندسة دولة، لكن حين أتيحت لي الفرصة بالمدرسة الملكية الجوية، اغتنمتها دون تردد، لأصبح في الوقت نفسه مهندسة وربانة وضابطة عسكرية”.
وتقول، معبرة عن غبطتها، “حلمي كان أن أصبح قائد طائرة، الأمر الذي تحقق إذ زاولت المهنة بصفتي قائد طائرة النقل العسكري سي-130″، وتردف بالقول “اليوم ولجت ميدان التدريس الذي يعد بمثابة تحد بالنسبة لي”، مضيفة أنها تحاول تقاسم تجربتها المتواضعة مع الربابنة الشباب، خاصة على متن طائرتها “كينغ-إر200 التي تؤمن، على الخصوص، مهمة دعم برنامج الاستمطار الصناعي اعتمادا على تلقيح السحب (عملية الغيث).
حين تتحدث السيدة الزروالي عن حياتها الخاصة، تؤكد أن الأمر يتعلق بتحد حقيقي، غير أنها استطاعت تحقيق التوازن والتوفيق بين الحياة الشخصية والمسار المهني.
الرأي ذاته تشاطره النقيب سعاد لمغاري، مساعد قائد طائرة “سي إن -235” بالقاعدة الجوية الثالثة للقوات الملكية الجوية بالقنيطرة، التي “لم يكن حلمها أن تصبح قائد في البداية، لأنها أرادت أن تصبح مهندسة”.
وتابعت”عندما حلقت للمرة الأولى كانت تجربة رائعة كوني في القيادة، أحببت المناظر الطبيعية والأحاسيس وقلت: هذه هي المهنة التي أريدها”.
بتفان وصرامة ملحوظين، تقوم خريجة المدرسة الملكية الجوية بالعديد من المهام من قبيل نقل المعدات والأفراد، وإنزال المواد، وكذا القفز بالمظلات، وذلك إلى جانب زملائها الذكور داخل وحدتها: فرقة الدعم والاتصال بالقاعدة الجوية الثالثة للقوات الملكية الجوية بالقنيطرة.
وهذا ما أكده قائد الفرقة، صلاح الدين جطي، الذي أشاد بمرؤوساته اللائي يجسدن قصص نجاح المرأة المغربية في مجال جد متطلب كالنقل الجوي العسكري، معربا عن أمله في أن تصبح مرؤوسته أول مسؤولة عن طائرة عسكرية تكتيكية تابعة للقوات المسلحة الملكية.
من جهتها، تفخر النقيب أسماء لحسيكة، مساعد قائد الطائرة على متن طائرة سي-130 ومهندسة دولة في الطيران بهذه الفرصة التي حظيت بها، حيث تعتبر من بين أوائل الطيارين الإناث في الجيش المغربي.
وقالت في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء “أن تصبح قائد طائرة بالقوات الملكية الجوية لم يكن حلما أو صدفة بل كان ثمرة دعم عائلي دائم، ومسار دراسي مليء بالمثابرة والتضحية خلال جميع سنوات دراستي”.
وتابعت “إنها مهنة تختلف عن باقي المهن (…) السلامة الجوية تعتبر مهمة وأساسية، وهو شيء لا يمكنك اختيار شخص على أساس الجنس”، مضيفة أن الكفاءة هي ما يهم بالإضافة إلى الانخراط والانضباط، ولكن، وقبل كل شيء، حب المهنة والوطن.
وبفخر واعتزاز، تكتب ربابنة طائرات القوات الملكية الجوية صفحات من ذهب على سجل من ألف صفحة في تاريخ الطيران العسكري المغربي.