مجيد غزة
في تفاعل سريع مع شكاية والدة تلميذة قاصر تعرضت لمحاولة الاغتصاب واستعمال العنف في حقها ، تحركت الأجهزة الأمنية من أجل إيقاف احد الجناة من ذوي السوابق العدلية .
بينما كانت التلميذة القاصر والتي تدرس بإعدادية المسيرة بمدينة خريبكة ، متوجهة إلى بيت أسرتها بالسكن العسكري ، ورغبة منها في اختصار الطريق مرت من منطقة معشوشبة وخالية من المارة ، لتفاجئ بكلب شرس يقترب منها ، فخافت منه ، وببراءة الأطفال طلبت من الشاب صاحب الكلب حمايتها من شراسة الكلب ، ليجدها المشتبه به فرصة مواتية ويكشر عن أنيابه وقد تجرد من كل إحساس إنساني ، فأشهر سلاحا ابيض في وجه الطفلة التي أصيبت بالارتباك والخوف والدعر ، فبدأت تتوسل المشتبه به ، وهي تبكي بحرقة على أن يُخلي سبيلها ويرحمها من هذا الكابوس الذي لم يكن في حسبانها ، وبقدر ازدياد توسلاتها بقدر ازدياد المشتبه به شراسة وتعنيفا ، حيث عمد إلى نزع حجابها غير آبه بتوسلاتها ولا ببكائها ، رغم تذكيرها له انه قد تكون له أخوات وان يرحم ضعفها ويحفظ كرامتها وعدم العبث بشرفها ، واستمرت في مقاومته ، واستمر هو في تعنيفها باللكم والضرب ومحاولة نزع ملابسها ، غير أنها ورغم ضعف بنيتها الجسدية ظلت تقاوم وتقاوم حتى أصيبت بجرح بالسكين في يدها ، كما أصيب الجاني بدوره من جراء دفاعها عن نفسها ، ولولا الألطاف الربانية، ومرور بعض التلاميذ من نفس الطريق واستشعار المجرم للخطر، لحدث ما لم يكن في الحسبان ، إذ استغلت الضحية ارتباك المعتدي عليها حين رؤيته للتلاميذ ، فلاذت بالفرار وهي لا تصدق نفسها ، فهددها الجاني بالتصفية الجسدية إذا أبلغت الشرطة عنه ، وحين وصلت إلى بيت أسرتها خارت قواها، وسقطت مغشيا عليها من هول الصدمة والخوف يعتريها ، وصورة جلادها لا تفارق مخيلتها ، هدأت أمها من روعها وطلبت منها أن تحكي لها ما حدث بالتفصيل ، وهو ما كان بالفعل لتطلب الطفلة من أمها عدم إبلاغ الشرطة بما حصل خوفا من انتقام وبطش المشتبه فيه ، غير أن والدتها كان لها رأي آخر ، إذ فضلت اللجوء إلى مخفر الشرطة والإبلاغ عما تعرضت له فلذة كبدها ، من عنف ومحاولة للاغتصاب باستعمال السلاح الأبيض ، والترهيب بكلب شرس ، إيمانا منها بأنه ما لم يتم إيقاف المعتدي ووضع حد لجبروته ، فحتما ستكون هناك ضحايا أخريات وربما يكون مصيرهن أسوء من مصير ابنتها .
وبالفعل توجهت الأم رفقة ابنتها القاصر إلى الدائرة الرابعة للأمن بخريبكة حيث تم الاستماع إلى التلميذة القاصر في محضر رسمي، وقدمت شكايتها في حق الجاني الذي عنفها وحاول اغتصابها ، وقدمت أوصافة لرجال الأمن ، ليرجعوا إلى البيانات الموجودة لديهم ، عرضوا عليها صورة للمشتبه به ، فتعرفت عليه الضحية بسرعة لينتابها الخوف والرعب الشديدين ، وأصيبت ببكاء هستيري لم يخفف من وطأته سوى طمأنة ضابط الشرطة لها بأنها في يد أمينة وبأنهم سيسابقون الزمن للعثور على المشتبه به وتقديمه للعدالة، لتقول كلمتها فيه ، وهو ما كان بالفعل إذ تفاعلت الدائرة الأمنية مع شكاية الضحية وفي أقل من نصف ساعة استطاعوا إيقاف الجاني وإلقاء القبض عليه، ليتم الاستماع إليه في محضر رسمي قبل تقديمه إلى العدالة لينال عقابه الذي يستحقه ،في ظل تعالي الأصوات كي يأخذ التحقيق مجراه الطبيعي ،وان لا تتدخل أية أيادي خفية لطمس الحقيقة ، لاسيما وان الضحية طفلة بريئة وتلميذة قاصر ، وان أثر هذا الاعتداء سيخلف جرحا غائرا في نفسيتها ، بعد الصدمة والرجة العنيفة التي تعرضت لها والتي تفترض عرضها على طبيب نفسي من أجل تخطي الحالة النفسية الصعبة التي تعيشها الضحية ، والتي لا شك أنها ستأثر على مسارها التعليمي وعلى مستقبلها ككل ، وربما قد تفقدها حتى الثقة في النفس وفيمن حولها ، ليبقى القضاء هو صمام الأمان وهو ملاذها الأخير لرد الاعتبار لها ولغيرها من ضحايا العنف والاغتصاب ، وفرصة مواتية للضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه ترويع الأبرياء وخصوصا منهن الأطفال والنساء .