عبد الفتاح تخيم
بتنسيق مع مختبر السرد والأشكال الثقافية: الأدب واللغة والمجتمع، نظم تكوين دكتوراه: الدراسات الأدبية واللسانية والثقافية، المحاورةَ الأكاديمية الأولى بعنوان: الموضوع والمنهج، وذلك يوم الجمعة 1 أبريل 2022 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال.
حضر هذه المحاورة نائب رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان، ذ.عبد المجيد زياد، ونائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، يوسف أدراوا، ورئيس شعبة اللغة العربية، محمد بالاشهب، ومدير المختبر، ومنسق دكتوراه الدراسات الأدبية واللسانية والثقافية، عبد الرحمان غانمي؛ والسادة الأساتذة: فاطمة الزهراء صالح، نائب مدير المختبر، وعبد العزيز فارس، وثريا لمبعد، وكريمة بوحسون، ومحمد برهومي، وموح المحجوب، وعبد الحفيظ أرحال، وسعيد المحترم، ، وعبد الرفيق بوركي، والشرقي نصراوي؛ إضافة إلى طلبة دكتوراه الدراسات الأدبية واللسانية والثقافية، وماستري السرد والثقافة بالمغرب والتراث المادي واللامادي بفوجيهما، وعدد من طلبة الدكتوراه بكليات مختلفة (الرباط، المحمدية، الدار البيضاء، مراكش…).
انطلقت المحاورة الأكاديمية الأولى بجلسة افتتاحية، ترأستها ذ. فاطمة الزهراء صالح، نائبة مدير المختبر، ومنسقة ماستر التراث المادي واللامادي، وضمّت كلمات كلٍّ من ذ. عبد المجيد زياد، وذ.يوسف أدراوا، وذ. محمد بالاشهب، وعبد الرحمان غانمي؛ إضافة إلى حليمة جمالي، ممثلة الطلبة؛ فقدّم المتدخلون خلالها سياق هذا اللقاء الذي يسعى إلى ترسيخ القيم العلمية النبيلة موضوعا ومنهجا، ضمن تديير نسقي للشأنين البيداغوجي والأكاديمي، قوامه التلاقح الإبستمولوجي، والتفكير في مشاريع فعالة منفتحة، بما يضمن للطلبة الانخراط في البحث العلمي بقيمه الأكاديمية والأخلاقية.
وقد تمحورت الجلسة الأولى التي سيّرها الطالب أمين أضريف حول موضوعات الأطاريح وقضاياها المنهجية، قدّمت فيها نعيمة العثماني- من تخصص حوار الأديان- مداخلة حول الاختلاف والائتلاف بين الأديان، في أفق وضع نموذج حضاري يتجاوز الاختلاف الديني ويواجه التطرف.
فيما تناول التهامي الحبشي- من تخصص السوسيولوجيا- هيولى الإشكالية والمنهج في موضوع المجال والسلطة والهامشية، باعتبارها مدار دراسة الظاهرة الاجتماعية. وتتبّع عبد الإله فرحي –من تخصص الفرنسية- أشكال استثمار الأسطورة عند الروائية مارغريت دوغلاس من خلال ثلاث روايات. كما تناول عبد اللطيف شبشوب –من تخصص العربية- المصطلحات الجمركية ودورها التواصلي، متخذا من إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة نموذجا لتقصي مستويات تحقق التواصل وفاعلية المصطلحات في تحقيق الفهم.
وقد طرح عبد الرحمان مذكر – من تخصص الإنجليزية- التحديات التي تواجه الطالب من بداية البحث إلى الأطروحة، متتبعا تفاعل المقالات العلمية بين الباحثين المغاربة. واختتمت الجلسة الأولى بمداخلة محمد الوردي الذي رصد أوجه الاتفاق والاختلاف بين الأسطورة الأمازيغية والغربية من خلال دراسة مقارنة بين أسطورتي حمو أونامير وأورفي (Orphée). وفي الجلسة الثانية التي خصصت لإشكالات الموضوع والمنهج، تطرقت رئيسة الجلسة، ذ.فاطمة الزهراء صالح، في مداخلتها إلى منهجية البحث باعتبارها أساسا يرتكز على مخاض من الأفكار المنظمة التي تفضي إلى أطروحة ينبغي أن تتسم بالجِدة، ثم تقصّى ذ.محمد برهومي تطور الفكر من الماضي الإيديولوجي إلى التفكير العلمي، الذي سعت العلوم الإنسانية إلى تحقيقه رغم نسبية موضوعها، أي الظاهرة الإنسانية، وهو ما تحقق بانتقال العلوم الحقة إلى التفكير النسبي مع إينشتاين.
وضبط عبد الرحمان غانمي شروط البحث العلمي عبر تحديد جينات البحث الأكاديمي في مجموعة من الضوابط الأساسية، كتحديد الموضوع والإضافة التي سيحققها، والإحاطة بما كتب حوله، وضبط التصورات والنظريات من منطلق أن المناهج ليست حلولا سحرية ولكنها أدوات أساسية، وتمتين العلاقة بين الموضوع والمنهج، واعتماد المنطق في الصياغة، مع اللغة الأكاديمية غير الإنشائية، ومواكبة المشرفين للبحوث. كما تناولت ذ.ثريا لمبعد سؤال المنهج في العلوم الاجتماعية، والإشكالات التي يطرحها في علاقته مع المعرفة العلمية.
واختتمت الجلسة بمداخلة ذ.عبد العزيز فارس الذي قدّم ضوابط التأويل وأبعادها المنهجية، التي تقتضي مراعاة الاستعمال اللغوي، ومقصدية الخطاب، ليخلص إلى أن التأويل ممارسة إنسانية عامة لا تتخذ الصفة العلمية إلا بوجود القرائن التي تحصره.