جبير مجاهد
في إطار فعاليات مهرجان سينما الشعوب، الذي عاشت على وقعه مدينة إيموزار أجواء من الفرجة السينمائية، وفي وسعيا إلى تنويع فقرات هذا المهرجان. احتضنت القاعة الكبرى بمقر بلدية إيموزار، ندوة علمية تحت شعار ’’السينما والفلسفة العلاقات الممكنة’’ والتي عرفت مشاركة عددا من الباحثين والمختصين في مجال الفلسفة والسينما، حيث كانت هذه الندوة فرصة لإبراز العلاقة التي تجمع بين حقلين هامين.
وفي هذا الإطار أبرز الأستاذ الجامعي خاليد الخطاط من خلال مداخلته ’’في حوار الفلسفة والسينما’’ طبيعة العلاقة بين السينما والفلسفة، والتي يطبعها التقارب والتكامل من جهة والنفور والنشاز من جهة ثانية، أما الأستاذ الجامعي عبد الحفيظ الريح فقد لامس العلاقة بين السينما والمعتقد باعتباره أحد العوامل المؤثرة في الحقل السينمائي، من خلال مداخلته ’’تأملات فلسفية في علاقة السينما بالقيم والمعتقد’’.
في حين تناول الأستاذ الجامعي حاتم أمزيل علاقة السينما بالواقع، مبرزا بعض الأمثلة لهذا العلاقة. وفي مداخلة للأستاذ بوشتى فرقزيد تحت عنوان ’’السينما والفلسفة بين رولان بارت وجيل دولوز من أجل فلسفة الصورة السينمائية’’، تحدث نيابة عنه الأستاذ المصطفى العروسي عن هذه العلاقة من وجهة نظر فلسفية عبر بعض الفلاسفة، أما الأستاذ عبد الالاه رابحي فقد عالج من خلال مداخلته المعنونة ب ’’بين النظري والعملي في الشريط السينمائي’’ هذه العلاقة من خلال بعض الأعمال السينمائية، أما الأستاذة فاظمة نايتخويا لحسن، فقد أكدت على العلاقة التكاملية بين السينما والفلسفة، من خلال مداخلتها ’’البعد البيداغوجي للصورة السينمائية في التدريس’’ مبرزة أهمية السينما والصورة بشكل عام باعتبارها أداة بيداغوجية وجب توظيفها لخدمة الفلسفة، كما باقي المجالات العلمية.
قبل أن يتم فتح المناقشة بين مختلف المتدخلين والحاضرين، لإغناء هذا النقاش، لتختتم هذه الجلسلة الصباحية، بمداخلتين لكل من الأستاذة الرضواني هاجر تحت عنوان ’’ الفلسفة في فيلم La nuit ardente’’ للمخرج المغربي حميد بناني والأستاذ لبازي عزوز تحت عنوان ’’الاستخدام الملائم للاقتباسات السينمائية للأعمال الأدبية في مساهمات وحدود فئة اللغة’’.
أما الجلسة المسائية، فقد خصصت للبحث في هذه العلاقة من خلال معالجة بعض الأفلام المغربية، حيث عمل الأستاذ جبير مجاهد، على تحليل فيلم ’’سميرة في الضيعة’’ لمخرجه المغربي لطيف لحلو الذي عالج العديد من القضايا الفلسفية في مقدمتها الحرية والوجود الإنساني والجنس وغيرها …، فيما تناول الأستاذ فهيم كبير فيلم ’’حياة’’ لرؤوف صباحي، أما الأستاذ هشام العيدي فقد ركز في تحليله لهذه العلاقة على تحليل فيلم ’’عرق الشتا’’.
قبل أن يتم اختتام أشغال هذه الندوة بحفل توقيع لكتاب ’’السفر في السينما’’ الذي يجمع بين ثناياه مداخلات الباحثين والأساتذة المشاركين في ندوة المهرجان في دورته السابعة عشرة، رغبة من القائمين على هذا المهرجان في إغناء الخزانة السينمائية الوطنية. لتبقى هذه الندوة سنة حميدة متميزة، دأب نادي إيموزار للسينما على تنظيمها، ضمن فعاليات مهرجان سينما الشعوب، بهدف توسيع دائرة النقاش، وإغناء الخزانة الثقافية والفنية.