حسن عروب
*ريان خرجت من البيت متوجها إلى أين؟ و ما هي الأشياء التي شغلت بالك، و في ماذا كنت تفكر بعد عودتك إلى البيت، سقطت في البئر في غفلت و أنت لا تدري، لكن إن فراقك لصعب على والديك مند تلك اللحظة، حينما سألوا عن ريان فلم يجدوه، إنه موقف صعب، ريان البطل الشهيد الذي أنسى المغاربة خيبة كأس إفريقيا، و وحد الشعوب العربية و الإنسانية جمعاء، ريان حبيب المغاربة و العرب و الإنسانية، كيف كانت أحاسيسك و أوجاعك لحظة سقوطك في البئر، و الأوجاع التي ألمت بك أيها الطفل المعجزة و الطفل الزعيم الذي جمع شمل الأمة، ريان كيف كان شعورك و أنت في قعر البئر و لا تقوى على الصعود منه، و الله يا ريان يا إبني و إبن المغاربة و العرب و الإنسانية، كنا ننتظر حياتك بشوق و شغف، و كنا نعتقد أن قضيتك ستغير مجرى حياتنا بعد كساد تجاري و أزمة الاقتصادية و إضطرابات نفسية خلفتها جائحة كورونا.*
*أبني ريان شغلت بال شعوب العالم، و حجت حشود المواطنين إلى مكان الحادث لمآزرة والديك و عائلتك و دوار إغرن و إقليم شفشاون، و منهم من تطوع لإنقادك، و من ساند عائلتك و منهم قدم خدمة….*
*يا إبني ريان لقد حلت إلى عين المكان كل من السلطات المحلية و الإقليمية و الجهوية و المركزية، و قيادات الدرك الملكي و الوقاية المدنية و القوات المساعدة و الجيش الملكي و جمعيات المجتمع المدني و المنابر الإعلامية و الصحفية، هدفهم واحد هو إنقاد إبننا ريان.*
*ريان الطفل الشهيد، شغلت بال البشرية و الضمائر الحية، و أنت في البئر لوحدك تتألم، لكن أطفال و شباب و شيوخ المغاربة و العرب و العالم و الإنسانية جمعاء رجالا و نساءً تابعت مجريات العمليات عبر القنوات و منابر التواصل لأجل إنقادك.*
*ريان حبيبي و حبيبنا وحدت صفوف الشعوب، رحلت و أنت إبن الخمس سنوات، و قاومت لمدة خمسة أيام، وسط غَيَابَتِ الْجُبِّ، لكن قدَّرَ اللهُ وما شاءَ فعلْ، عزاء المغاربة واحد، إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلنصبر ولنحتسب.*
*إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم ارحم ريان واغفر له وتجاوز عن سيئاته واجزه بخير ما عمل، اللهم إن إسمه ريان ادخله من باب الريان، اللهم أحشره مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا، اللهم أرزقه النظر لوجهك الكريم، اللهم أنظر إليه بعين رحمتك، اللهم إنه قد حل بك ضيفا ياكريم و أنت أكرم الأكرمين، اللهم أرزقنا و أهله و أحبته الصبر على فراقه، و تقبل شهادته اللهم لا تفتنا بعده و لاتحرمنا أجره و أكتب لنا و له و لأموات المسلمين براءة و عتقا من النار امين يارب العالمين.*
*اللهم احفظ جلالة الملك محمد السادس ، ووفقه لكل ما تحبه وترضاه، وسدد خطاه وبارك له في عمره، وارفع درجته ويسر أمره واجزيه خير الجزاء، اللهم احفظه من شر الأشرار، وكيد الفجار، واحفظه آناء الليل وأطراف النهار، اللهم خذ بيده، اللهم احرسه بعينيك التي لا تنام، واكفه بركنك الذى لا يرام، واحفظه بعزك الذى لا يضام، ، اللهم واجعله ذخرا للإسلام والمسلمين، اللهم إنك قلت وقولك الحق ادعوني استجب لكم، اللهم فهذا الدعاء ومنك الإجابة، اللهم واصلح بطانته وخذ بيده واعنه على عمل الخيرات.*
*نسأل الله ان يعفوا عنه و ان يعصم قلب اهله و ذويه و ان يجعل قبره روضة من رياض الجنة و إنا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله.*