مريم بوفنان
في رصد مخيف تفيد الحالة الوبائية للأمراض السرطانية في المغرب، بلوغ معدل الإصابة بالمرض، بشكل عام، 116 لكل 100 ألف نسمة، بينما يبلغ خطر الإصابة بالأورام السرطانية الخبيثة، قبل سن 75 عاما، 12%.
وفقا للمعطيات التي وافا بها البروفيسور عبد اللطيف ابن ايدار، رئيس الجمعية المغربية لسجلات السرطانات، تعقد الجهات الوصية الرهان على معطيات سجل الدار البيضاء الكبرى للسرطانات، لأجل التوصل إلى معطيات حول الوضعية الوبائية لانتشار السرطانات على الصعيد الوطني، لتقديم رؤية شاملة للوضع الوبائي للداء في الجهة وتوجيه القرار والتخطيط بصدد مكافحة السرطان.
ويتعلق الأمر بسجل أنشئ سنة 2004، أضفي عليه الطابع المؤسساتي بموجب المنشور الوزاري للصحة رقم 0045 بتاريخ 17/04/2012، يكتسي أهمية كبيرة كونه يؤمن ديمومة توفير المعطيات حول الوضعية الوبائية السرطانية في المغرب، إذ تفيد أحدث البيانات الوبائية عن المرض تجاوز انتشاره 50 ألف حالة، سنويا، في المغرب، ما يجعله أحد الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة، مع التزايد المستمر للإصابة بالنسبة لغالبية أنواع السرطان الذي ما يزال يمثل مشكلة صحية عامة.
وللتأكيد على هذه الأهمية، نظمت الجمعية المغربية لسجلات السرطانات، اليوم الوطني الأول لسجل السرطانات، تحت رعاية مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، بشراكة مع المديرية الجهوية للصحة في الدار البيضاء سطات، خصص لمناقشة أهمية مراقبة السرطان في المغرب، من خلال عرض معطيات السجل الوطني واستشراف دوره في مراقبة السرطان والوقاية منه.
وتتمثل أهمية سجل السرطان في كونه مكونا أساسيا لوضع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان، إذ بفضله تمكن المغرب من وضع الخطط الوطنية للوقاية ومراقبة السرطان لسنوات 2010- 2019 و2020-2029، المعدان في إطار شراكة استراتيجية بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان.
وفي هذا الصدد، تحدثت الدكتورة صوفيا ازريب نائبة الكاتبة العامة للجمعية المغربية لسجلات السرطانات، عن الأهمية البالغة لسجل السرطانات لمساهمته في ضمان المراقبة الوبائية للمرض بين السكان، التي تعد إحدى ركائز مكافحة السرطان، ولما يتيح لمتخذي القرار الاستعداد للمستقبل من حيث توفير العلاجات، سيما أنه عدد السكان المشمولين بهذا السجل يتجاوز 10 في المائة من سكان المغرب، ما يسمح للمؤشرات المتولدة عنه بمراقبة وتقييم علاج السرطان على الصعيد الوطني.
تجدر الإشارة إلى أن الجمعية المغربية لسجلات السرطان تأسست في مارس 2022 بدعم من مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، لدعم سجل الدار البيضاء الكبرى للسرطانات والحفاظ على المراقبة الوبائية لأمراض السرطان في المغرب. وهي جمعية غير ربحية تهدف إلى تطوير وضمان استدامة سجل الدار البيضاء الكبرى للسرطانات.