[success]المواطن 24 الكاتبة تركية لوصيف /الجزائر[/success]
أخرت عقارب الساعة التى بمعصمى بساعتين، حتى أحضر ما أقوله وما أدافع به عن نفسى من كلمات بنكهة القانون الذى لم استوعبه بعد ،رغم حضورى لمدرج الجامعة ،كنت أتمعن فى الشباب علي أحظى بفارس يحبنى وينتشلنى من القهر، .ولكن لم درست القانون وانا لا احبه ..وكان الأجدر بى دراسة تخصص التجارة حتى أقنع المتعاملين وآخذ منهم عمولة تسمح لى بالتسكع فى المطاعم،وأعقد الصفقات الوهمية مثلما، يقوم به عديمو الشرف من ابتزاز. ..صفير القطار، ويتجه الركاب لباب المخرج، وتلتحم الأجساد العفنة و الفارة من رقابة المراقب، ويعلو الصراخ وتختلط الشتائم ببعضها، فتجد الجميع يلعن الفقر الذى حرمهم اقتناء التذكرة ،والنزول بكرامة.تظاهرت كسيدة محترمة، ونزلت الى الرصيف فى هدوء، الخط المستقيم لا يثير إلإنتباه، فمشيت تلك الخطوات وأنا أهز كتفى وأنظر للأمام وحقيبتى التى تركتها على المقعد تحوى صورا كثيرة لضحاياى ،وسيكون المتعامل الأخير بل آخر ضحية هو زيدان الذى طالما وثق بى وبكلامى ،كنت أجيد الإقناع وأسلب الزبون مايملك ،عرابين بددتها فى ملأ بطون أطفال سمية ،تلك المرأة الضريرة التى سكنت حينا وكانت وفية لأبى الأرمل ،كانت تحبه ويحبها وصغارها يملأون فناء البيت صخبا ،عقارب الساعة تتسارع وعلي أن أحسم قرارى ،هل أسلب زيدان ماله مثلما فعلت مع من قابلتهم!! ولم يشعروا يوما بأنين مريض أو جوع فقير ولم يمسحوا دمعة يتيم وكم مسحت أنا دموع الأيتام. المحطة وقد قل ضجيجها وغادرها المسافرون ،يقترب منى ثم يقف وينظر يمينا وشمالا،ثم يصفق بحرارة وهو معجب لحد السخرية -كنت رائعة ومقنعة وأتيت بى إلى هذا المكان بهذا التوقيت فى آخر محطة للقطار وهاقد التقينا كما خططت.. -اعلمينى بخطتك الجديدة ،فخططك القديمة قد خلصتك منها ،تلك الخطط أقصد صور الضحايا لم فعلت هذا بهم ؟ لن أجيبك بل عليك الرحيل معى الآن وفى هذه اللحظة ،كان مجيبا بإيماءات يختصر بها الجدال وهو محدق بعيونى التى بدت كرصيف مثقل بالقذارة تغتسله مياه الأمطار المدرارة الأطفال يعيقون حركتى بمعناقتهم، وينتزعون من يدى الأغراض التى جلبتها ، لم تكن دمى ولا حلوى ، بل كانت قطع الكعك وقارورات من الحليب مما جعل زيدان يندهش مما رأته عيناه،جدران مشروخة ، لبيت فقد قرميده وتسلقت شجرة التين عنان السماء واستوطنت الفناء ، كان المجال مساعدا للدعاء وطلب الرزق، كنت كلما سمعت السيدة تدعو ، أبرمج ضحية جديدة . ألوان الحياة طالها الشحوب بهذا المكان البائس ،حتى أريك أهم فصل وأقدمه لروح ميتة تظهر كالشبح تلامس الجدار الذى يغدقها من تربته المتناثرة فتنفض يديها كما لو تنفض ماعلق بها من مال حرام .. أنا من وضعته فى كفيها كانت السيدة سمية لاتزال خطوط الجمال ترتسم على وجهها،وذلك البياض الذى سكن عيونها من دموع تعود لسهرات طوال ،بكت فقد أبي وكانت تنثر من ورود رحمها الخمس وردات ،الصغار هم إخوتى وأنا معيلتهم