المواطن 24… اكدز إقليم زاكورة.
عبد الله أيت المؤدن.
تتميز مدينة اكدز التابعة لاقليم زاكورة بواحة الجنوب المغربي، ورغم ذلك وباعتبارها منطقة سياحية، فالحياة اليومية لآلاف السكان في مدينة أكدز والدواوير المحيطة بها تتحول إلى محنة لا
تنتهي. ليست الحرارة وحدها هي ما يُرهق أجسادهم، بل هي أزمة نقل خانقة تُحاصرهم وتُلقي بظلالها على كل جانب من جوانب حياتهم، مُهددةً رفاهيتهم وصحتهم ومستقبلهم. فمع موعد كل السوق الأسبوعي الذي يُعد شريان الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، تتجدد مأساة النقل.
الآلاف يتوافدون على أكدز لقضاء حوائجهم، من تسوق إلى قضاء معاملات إدارية أو حتى زيارة الطبيب. لكن، ومع غروب الشمس، تبدأ رحلة العودة الشاقة التي غالبًا ما تتحول إلى كابوس حقيقي.
“الناس مساكن ساعات كيتسناو فهاذ الشمس الحارة باش يوصلوا لدواوير المنطقة”، بهذه الكلمات المليئة بالأسى يلخص أحد السكان حجم المعاناة، مشيرًا إلى أن مشهد الانتظار لساعات طوال في
محطات النقل، تحت لهيب الصيف الحارق، أصبح أمرًا مألوفًا ومؤلمًا. عمال أنهكهم العمل، تلاميذ أنهكتهم الدراسة، نساء تحملن أعباء التسوق، وحتى مرضى يبحثون عن بارقة أمل في العودة إلى
منازلهم، كلهم يجدون أنفسهم محاصرين بلا وسيلة نقل، على بعد بضعة كيلومترات فقط من بيوتهم. وما يُعمق الجرح ويزيد من الألم والخسارة هو التوجه المثير للجدل لأغلبية سيارات الأجرة الكبيرة، خاصة في المناسبات الكبرى كـعيد الأضحى.
فبدلاً من خدمة سكان المنطقة وربط الدواوير بمركز المدينة، تفضل هذه السيارات التوجه نحو وجهات بعيدة مثل ورزازات ومراكش، مستغلةً الطلب المرتفع على هذه الخطوط، تاركةً وراءها عشرات المواطنين العالقين في أكدز، مُحاصرين بلا حول ولا قوة.
“الطاكسيات كتمشي لورزازات ومراكش، وحنا مالقيناش كيفاش نوصلوا لدوارنا اللي قريب هنا”، يقول مواطن آخر بنبرة يائسة تعكس إحباطًا عميقًا من هذا الوضع الذي يتكرر أسبوعيًا.
هذه الأزمة ليست مجرد مشكلة “تأخير” عادية، بل هي كارثة حقيقية لها تداعيات اقتصادية واجتماعية وصحية وخيمة. التأخير المتكرر يؤثر بشكل مباشر على مواعيد العمل والمدارس.
كما أنه يعرقل وصولهم إلى الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية، مما يُفاقم من معاناة الفئات الهشة، وخاصة الأطفال وكبار السن، الذين يتعرضون لمخاطر صحية جدية جراء الانتظار لساعات طويلة في ظروف جوية قاسية.
من هذا المنبر يتوجه سكان و أهالي أكدز والدواوير المحيطة بهم بنداء استغاثة عاجل إلى السلطات المحلية والإقليمية وكافة الجهات المعنية. المواطن 24 مصدر الخبر اليقين.



