المواطن 24_و م ع
كتب “حفيظي” الخبير المغربي في مجال العلوم السياسية، في عمود بعنوان “المغرب والحرب في أوكرانيا: الخيار العقلاني”، نشره الموقع الإعلامي “Quid.ma”، .. “نعم وألف مرة نعم. المغرب كان محقا في اختياره (…)”، ملاحظا أن المملكة كانت حريصة في حسم اختيارها عدم المشاركة في التصويت الأممي، الذي أدان روسيا بأغلبية واسعة”، لكن “مع اصطفافها إلى جانب القانون والشرعية الدولية”.
ومضى قائلا “كان المغرب على حق!”، مضيفا أن رؤية “المغرب منفتحة على العالم، وهو حريص ويقظ بشأن مصالحه الحيوية”.
وذكر الخبير في العلوم السياسية بأنه “منذ استرجاع أقاليمه الصحراوية، لم يتفضل أي بلد بالقارة الأوروبية بالاعتراف بشرعية هذا الاسترجاع. وفي أفضل الأحوال، ألمح بعضها إلى تعاطف محتشم مع المغرب، دون القدرة على التعبير عن دعم رسمي! وحدهم الأمريكيون كسروا هذا الطابو، ما جعل الأوروبيين في موقف حرج!”.
وأضاف أن “الأزمة التي هزت العلاقات بين المغرب وإسبانيا أزاحت اللبس عن حدود التعاطف الأوروبي المتكتم وعن التوجه الجيوسياسي المتمثل في دعم الطرف الأوروبي الواقع في نزاع مهما كان الأمر”.
ويرى حفيظي، أنه “على هذا النحو يتعين على المغرب، أن يجري تقييما لمواقفه في ضوء مصالحه الحيوية. فموقعه الجيوسياسي كبوابة لأوروبا، وعمقه الاستراتيجي نحو إفريقيا، وتوجهه كفاعل لتحقيق التوازن والاعتدال، وجواره المباشر الذي يزعج هدوءه، والذي يتصرف كشيطان لحث روسيا على اتخاذ موقف يعاكس الاعتراف الأمريكي بالسيادة الكاملة والتامة للمغرب على أقاليمه الجنوبية، دون طائل حتى الآن، كلها أمور تفسر الحذر الدبلوماسي للمملكة (…)، التي فضلت الاصطفاف إلى جانب القانون والشرعية الدولية.
وتابع الخبير أن “موقف المغرب يتميز، بالتالي، بحكمة دبلوماسية منفتحة على المستقبل”.
ومن جهة أخرى، لاحظ حفيظي أن “العالم الذي سيخرج من هذا الزلزال الذي يهز أوروبا، ستكون له تأثيرات على استقرار أوروبا وباقي بلدان العالم”، معتبرا أن “تحالفات الماضي تبدو وكأنها باتت متجاوزة، في أفق مستقبل قاري مكيف، تتحمل فيه أوروبا وملفاتها التي لم تتم تسويتها، المسؤولية التاريخية”.