مراسلة خاصةا
Almouaten 24 -المواطن 24
أثار مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع، يوثق وجبة الغداء المقدمة للتلميذات بدار الطالبة أولاد حسين، جدلا واسعا حول جودة الإطعام المدرسي في الإقليم.
الفيديو، الذي نشره المدير الإقليمي للتعليم على صفحته قبل أن يحذفه لأسباب غير معروفة، أظهر وجبة غداء تتكون من اللحم بالبرقوق، وسط تساؤلات حول كميته مقارنة بعدد المستفيدات.
المقطع أثار انتقادات واسعة لدى المتتبع للشأن التعليمي بالاقليم، خاصة بعد أن أكد الأشخاص الذين ظهروا فيه أن عدد التلميذات اللواتي تناولن الوجبة كان 60، في حين أن كمية اللحم المطبوخ لم تتجاوز 4 كيلوغرامات، مما أدى إلى تقديم حصص صغيرة لكل تلميذة
. وقد ازدادت الانتقادات مع حذف الفيديو من قبل المدير الإقليمي، ما فتح باب التكهنات حول الأسباب الحقيقية وراء ذلك. وفي محاولة لتوضيح الأمر، أصدرت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بالجديدة بلاغا رسميا- تتوفر جريدة المواطن 24 على نسخة منه-، أكدت فيه أن عدد التلميذات الحاضرات وقت الوجبة لم يتجاوز 30، وأن كمية اللحم المقدمة كانت تتماشى مع الحصة المحددة في دفتر التحملات، أي 100 غرام لكل تلميذة خلال الوجبة الرئيسية. كما شددت المديرية على أن
الخدمات المقدمة تخضع للمراقبة المستمرة لضمان جودتها، غير أن البلاغ التوضيحي ذهب إلى اعتبار نشر ما تضمنه الفيديو من كلمات على لسان المدير الإقليمي تأويلا مغلوطا والحال أن عبارات تساؤله عن كمية اللحم وعدد التلميذات وعلب السمك المعلب والسمك الطري عبارات منقولة عنه بالحرف ولا تأويل فيها، وبخصوص السمك الطري إن كان منصوصا
عليه في دفتر التحملات فما معنى العبارة الواردة في البلاغ بخصوص شركة المطعمة:” يتم تنبيهها الى توفير السمك الطري كلما أمكن” مع العلم أن الإقليم به عدد من الموانئ الرسمية والصخرية وأن امتداد ساحله يتجاوز الـ150 كلم من حدوده مع إقليم برشيد إلى حدوده مع إقليم سيدي بنور عند منطقة الواليدية وبالتالي فالسمك الطري متوفر على مدار الساعة، كما أن
حديث ذات البلاغ فيما يتعلق بالسمك الطري من “أن شركات المطعمة غالبا ما تواجه مشاكل في أسعار مثل هذه المواد” لا يعفيها من التزاماتها المنصوص عليها في دفتر التحملات ولا يمكن تبرير عدم تقديم السمك الطري بهذه الصيغة وبمثل هذا البلاغ.
ورغم صدور البلاغ، لم تتوقف التساؤلات حول الواقعة. فقد تساءل العديد من المتابعين عن مصير اللحم الذي لم يقدم، وما إذا كان سيتم توزيعه على التلميذات الغائبات في أيام أخرى؟؟ كما أثيرت تساؤلات حول الجهات التي تحاول التأثير على الرأي
العام، خاصة بعد ظهور صفحات فيسبوكية مدفوعة من جهات معروفة تدعي أن الفيديو “مفبرك”، رغم أن المديرية نفسها لم تشر إلى ذلك في بلاغها الرسمي؟؟ وأمام هذا الجدل، أكدت عدة مواقع إخبارية معروفة بحيادها أن القضية تستوجب متابعة دقيقة من قبل الجهات المعنية لضمان شفافية تدبير الإطعام المدرسي بهذا الاقليم.