[information]المواطن 24-متابعة[/information]
نشرت الصفحة الرسمية لمؤسسة عبد الهادي التازي، الدبلوماسي، والمؤرخ المغربي الراحل، في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” موضوعا بخصوص إسلام جزر مالديف على يد المغربي أبي البركات البربري، الذي كان من أحب المواضيع إليه، وأجرى تحقيقا بشأنه.
وجاء في النص “عندما زار الرحالة المغربي ابن بطوطة سنة (744 ﻫ= 1344م) جزر مالديف، التي كانت تحمل اسم (ديبة محال)، لقي ترحابا كبيرا لدى المالديفيين، وقد عزا ذلك إلى أنهم يحتفظون بتقدير كبير للمغاربة بسبب أنهم (أي المالدفيين)، عرفوا الإسلام عن طريق مغربي سابق، يسمى أبا البركات البربري، الذي كان قد زار بلادهم قبل نحو قرنين، وحملهم على اتباع مذهب الإمام مالك المتبع عند المغاربة”.
وأضاف التازي أن المالديفيين أخذوا ابن بطوطة إلى المسجد العتيق، الذي كان حديث عهد بالتجديد من طرف السلطان شهاب الدين، وهناك عاين الرحالة المغربي صحبة مرافقيه، الذين كان على رأسهم القاضي عبد الله “النقش التأسيسي في الخشبة الموضوعة على ناصية المحراب، وهو بخط عربي: أن سلطان البلاد أسلم على يد أبي البربري…”.
وأوضح التازي في النص ذاته أنه منذ ظهور “رحلة ابن بطوطة والناس ينقلون هذه المعلومة غربا، وشرقا بمختلف اللغات، التي تجاوزت الخمسين لغة، وحبب إلي أن أقوم بدارسة ميدانية لهذه اللوحة، وهكذا قمت في صيف عام 1990م، برحلة إلى تلك الجزر التي تقع كما نعلم في المحيط الهندي”.
وبين التازي أنه من حسن الحظ أن اللوحة المتحدث عنها “توجد بالمتحف الوطني لعاصمة الجمهورية المالديفية، نقلت إليه من مكانها الأصلي في ناصية المحراب، الجامع العتيق بمناسبة عمليات تجديد البناء، التي جرت أواسط الستينيات…. وهي، عبارة عن قطعة واحدة من شجر الساج (Platane)، طولها من 3.25 م على عرض 45 سم، ويحتوي النقش على ثلاثة سطور تتضمن نصين تاريخيين متتابعين: الأول: يتعلق ببناء الجامع في الفترة، التي قام فيها أبو البركات البربري بزيارة المدينة، ومن جملة ما فيه بالضبط: ووصل في هذا البلد أبو البركات (يوسف) البربري، وأسلم السلطان على يده في شهر ربيع الآخر عام 548ﻫ / 1053م”.
فيما النص الثاني، أبرز التازي أنه يتعلق بـ”إعادة بناء الجامع عام 738ﻫ/ 1337م، على يد السلطان شهاب الدين، ست سنوات فقط قبل وصول ابن بطوطة إلى مالديف”.
يذكر أن الكاتب، والمؤرخ، عبد الهادي التازي، توفي عام 2015، عن سن ناهز 94 سنة، وتم إحداث “مؤسسة عبد الهادي التازي” تكريما لعطائه في مجالات الفكر، والتاريخ، والتحقيق، والديبلوماسية.