[success]المواطن24[/success]
لا يزال السؤال معلقا حول مصير أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يعبر المغرب انطلاقا من الجزائر وصولا إلى إسبانيا، خاصة في ظل تلميح وزير الطاقة الجزائري، محمد عرقاب، إلى الاستغناء عنه والاعتماد على أنبوب “ميدغاز” الذي يعبر مباشرة إلى أوروبا.
لكن على الرغم من هذه التصريحات، فإن إسبانيا لم تحسم بعد في الموضوع، حيث كشف وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس عن تحرك حكومة بلاده للدفاع عن مصالحها مؤكدا أن لا شيء حُسم بعد.
إسبانيا تدعو للتريث
أكد وزير الخارجية الإسباني في حديث مع صحيفة ” La Vanguardia”، أن الحوار متواصل مع الجزائر، مشيرا إلى أن حكومة مدريد ستدافع عن مصالح البلاد، كما طالب بعدم التسرع.
ويعتبر الموقف الإسباني الداعي للتريث طبيعيا في هذه الحال، ذلك أنه كان من المتوقع أن تتدخل إسبانيا من أجل تجديد اتفاقية أنبوب الغاز، إذ يعتبر من الخطير على أمنها الطاقي الاعتماد على أنبوب واحد فقط يمر من الجزائر مباشرة عبر البحر الأبيض المتوسط، رغم طمأنة وزير الطاقة الجزائري إلى أن الأنبوب قادر على أداء هذا الدور بعد توسعته.
ماذا يقول المغرب ؟
صرحت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربونات والمناجم، أمينة بن خضرة، بأن المغرب يؤيد الإبقاء على خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي ينتهي عقده في 31 من شهر أكتوبر المقبل من السنة الجارية.
وقالت ذات المتحدثة في مقابلة لها مع موقع “ماروك لوجور”، أن المغرب يرغب في الحفاظ على خط التصدير، وهو الأمر الذي تم التأكيد عليه بشكل ثابت على جميع المستويات لأكثر من ثلاث سنوات.
وشددت ذات المتحدثة على أن الكلمة الحاسمة ستكون لإسبانيا، حيث قالت : “خط الغاز هذا، شيّدته إسبانيا للسماح للغاز الجزائري بالوصول إلى أوروبا عبر المغرب في ظل ظروف أمنية مثالية”، موضحة أنّ “هذه الخدمة مقدّمة من قبل الموظفين والإدارة المغربية لشركة ميتراغاز”.
إسبانيا بين نارين..
وجدت إسبانيا نفسها في موقف لا تحسد عليه منذ إعلان الجزائر الاستغناء عن أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، ذلك أنها محكومة بعلاقاتها مع الجزائر من جهة، ومع المغرب الذي ما كادت تخرج من الفتور الذي طبع علاقتها به في الآونة الأخيرة بسبب أزمة استقبال زعيم جبهة البوليساريو.
لكن، بدا من الواضح، انطلاقا من تصريحات وزير الخارجية الإسباني، أن إسبانيا تميل نحو الحفاظ على هذا الأنبوب وتنويع مصادر واتجاهات الإمداد، رغم احتمال توقفه الطارئ مستقبلا.
يذكر أن أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي دخل حيز التشغيل سنة 1996، ويمرّ عبر المغرب ب540 كم فوق أراضيه، مقابل 520 كم فوق الأراضي الجزائرية، إضافة إلى 45 كم تمثل القسم البحري من الأنبوب، فضلا عن 270 كم تمر فوق التراب الإسباني.