لحسن كوجلي
يوم اقتنيت سيارتي المتواضعة لأول مرة ، وجدت فيها بعد فوات الاوان عيوبا, ميكانيكيا اقلقتني كثيرا، فصرت اتأسف وانا متكئ على جانب منها، اضرب الاخماس في الاساس ، وجدني جاري وانا في هذه الصورة البئيسة، اصدر من فمي نفخات تململ بقوتها أجزاء خفيفة مما كنت أرتديه من ثياب.
أطلق الجار فرقعة من ضحك، وهو يلامسني على كتفي، ويقول ، هونا عليك يا جاري العزيز، أراك متجهما على امر بسيط حدث في اول اختبار لك في شراء السيارات، الا تعلم انه وبعد ثلاثين سنة من التجربة، اجد نفسي في كل واحدة منها ، وكأني في بداية المشوار ، مقالب تتعظم من تجربة الى اخرى ،وهو ما يعني ببساطة يا بني، يردف الجار، أن الانسان مهما ما كسبه من تجارب في الحياة، سيعي انه في كل تجربة درس، والدروس لن تنتهي الا بتوقف القلب عن الخفقان.
مثل ذلك، كمثل ما عشته مؤخرا مع قوم كنت احسبهم اخوة، اخوة على مقاس اشقاء النبي يوسف الذين ارادوا بشقيقهم الهلاك. قوم من سلالة الشياطين، لا ايمان زرعه الرب في افئدتهم، قوم لا منطق للصداقة في حساباتهم، شعارهم انا، ومن بعدي الطوفان، هدفهم الوصول الى مبتغاهم مهما حصل من تكاليف, ولو كان الطريق نحو سبيلهم المشي على صدرور الناس، قوم بلا حس اخلاقي ولا ضمير انساني.
الكشف عن حقيقة هؤلاء النمط من البشر، امر صعب، لا يمكن ان تميزهم عن وجوه الملائكة الا في نذر الحالات.
قوم من طينة السحرة، لا يفلحون حيث جاءوا، ماضيهم سينسى ، ومستقبلهم سيفنى… قوم لا يؤتمنون، مهما قدمت من اجلهم من تضحيات، ومهما خضت في حقهم من حروب.
بقدرما تعظم من شأنهم، بقدرما يستخفون بك. قوام بشرية، باتت في العراء، قد ياتيك الزمن القريب بخبرهم حين تفتحص قدرتهم. قوم مدعين، تدمرت قلعتهم، وانكشف امرهم، وستظل فضائحهم تلاحقم الى ان يشاء الله.