[success]المواطن 24/ ثلاث عبد العزيز[/success]
على اثر الحملات التي يقوم بها شباب مدينة أبي الجعد بشكل تطوعي ومن تأطير فعاليات المجتمع المدني بالمدينة بتزيين وصباغة بوابات وأحياء المدينة القديمة والتي ستكون “بعد كرونا” معرضا لجداريات ضمن كل زقاق بأحياء المدينة القديمة ، فهي المدينة التي ولد بها احد أعلام الفن التشكيلي المغربي ” محمد الشرقاوي ” ..
ويوم الخميس 11-2-2021 انطلقت فعاليات معرض الفن الفوتوغرافي من انجاز عدسة المصور ” جمال الشرقاوي المرسلي ” الذي سافر بمدينة أبي الجعد إلى رواق “Mine D’art” بالدار البيضاء ، المعرض تحت عنوان ” دعوة ” لاكتشاف العاصمة الروحية لإقليم خريبكة ” عبر هذه الصور سيتمكن الزوار من الدخول إلى أعماق انجاز صور عبر التركيز البئري للعدسة ، وزوايا الالتقاط ، وتوظيف الإنارة ..الخ من التقنيات التي يوظفها “المصور الفنان ” هذا على مستوى “الصنعة” أما على مستوى “المحتوى” أو ما يمكن تسميته برهان تسويق ” مدينة العلم والعلماء والصلحاء أبي الجعد ” فالمعرض يضم العناصر الروحية الصوامع التي ظلت صامدة لعصور من الزمن ، وقباب أضرحة لأولياء وصلحاء ” العاصمة الروحية ” والمدينة تشهد على حقب تاريخية تتعدى ثلاث قرون تطورات عمرانية ، بكل مكوناتها خلقت وحدة وأحيانا تنوعا معماريا عبر أقواس مداخل الدروب والبوابات الخشبية الخاصة ..
وخلال افتتاحه صرح التشكيلي عبدا لرحمان اوردان ل (و.م.ع) ” ان جمال حريصا على أن يلتقط أكبر عدد من الصور لبلدته الأصلية، صور تكشف عن مدينة لم تكتشفها السياحة بعد… كما أنه يغذي كتابته بمخيال جذاب، ينهل من جذوره العميقة … فالمعرض يقحمنا في أسرار أهله من ساكنة المدينة، الذين صنعوا أبي الجعد ومنحوا وجودها معنى وروحا، فآلة التصوير الخاصة به تسائل باستمرار غليان الشباب، واندهاش الشيوخ، وبراءة الأطفال، وآلاف الأسرار التي تنسج حكايا واساطير المنطقة … لا يتوقف عن التقاط صور تكون خير شاهد عن معيش غني ومفعم بالحياة”
وبنفس المناسبة ، اعتبر الأنثروبولوجي نور الدين الهاشَـمي الودغيري أن ” مع أعمال هذا الفنان الفوتوغرافي، نحقق كشفين اثنين. فنحن نكتشف أولا سحر أبي الجعد، مدينة الصالحين، التي تدعو إلى العودة إلى النبع الصافي بأضرحتها وزواياها وطرقاتها التي تبدو وكأنما تقود الزوار نحو الأماكن التي يعثرون فيها على دواتهم التي كانوا يبحثون عنها، ونكتشف ثانيا صورا مريحة للقلب والروح لكونها تمتع من البساطة”.
فيما أشار الأستاذ بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال عبد الكبير الحسني، في قراءة له ، ” إلى أنه بالوقوف على هذه الأعمال “فإننا نقف عند تخوم مظلمة من زوايا أبي الجعد ، وهي الزوايا التي التقطت بعناية فائقة، وبلمسة مبدع اختزن في طياتها وقائع تاريخية لماض يستحق أن ينبعث من رماده كالعنقاء، لنجدد الصلة به ونجعله بيننا يحيا” .
انها ” رغبة كبيرة في دفع المتلقي لشد الرحال، مستكشفا عوالمها التي تتوارى خلف العتمة التي لا يمكن أن تنقشع إلا إذا اكتملت معالم الصورة في كليتها” .
ليخلص إلى أن جمال الشرقاوي المرسلي ” مبدع يتنفس أبي الجعد عشقا لدروبها وأمكنتها، متناغما مع تقاليدها وعاداتها، وهو النفس الممتد فينا لدرجة، ونحن نتأمل في الصور، نجدها تدعونا إليها تأثيرا وإقناعا، وتحفزنا على الإيمان بفكرة أن خلف العوالم المظلمة لأبي الجعد ما يستحق أن تشد إليه الرحال” ..