اسماعيل ايت بوبوط
قال حبوب الشرقاوي،مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية إن “مسار الأبحاث المعتمدة في استجلاء حقيقة هذه الجريمة الإرهابية الآثمة وتوقيف الضالعين فيها، هي تتويج لعمل مشترك وتنسيق ميداني محكم بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمكتب المركزي للأبحات القضائية ومصالح المديرية العامة للأمن الوطني”. وأضاف حبوب الشرقاوي في ندوة صحافية
عقدت اليوم الجمعة بالدار البيضاء أن “جميع إجراءات البحث الميداني والخبرات التقنية والعلمية المنجزة في هذه القضية وكذا عمليات التشخيص التي ساهمت في توقيف المشتبه فيهم تمت تحت الإشراف المباشر للنيابة العامة بمدينة الدار البيضاء،
وبتوجيه فعلي من النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب،
بعدما برز الطابع المتطرف والإرهابي لهذه الجريمة الغاشمة”. وتطرق الشرقاوي إلى فرضيات البحث حيث لم يكن من الممكن ترجيح أي فرضيات من فرضيات
البحث عند اكتشاف جثة الهالك بمسرح الجريمة، وهو ما جعل فريق المحققين يتعامل مع كافة الفرضيات الممكنة بما فيها فرضية الدافع الإرهابي،
على أنها مسارات قائمة تقتضي التحري والتقصي والتدقيق ذلك أن طريقة تنفيذ العمل الإجرامي وكيفية التمثيل بالجثة ووظيفة الضحية كشرطي ومكان الترصد به،
ودلالات تجريده من سلاحه الوظيفي، وأصفاده المهنية
كلها معطيات ومؤشرات أكدت منذ البداية أن الأمر يتعلق بعمل إجرامي منظم، ارتكبه أكثر من شخصين، وأن خلفيات هذا العمل قد تكون بدوافع إجرامية كالسرقة أو تكون بخلفيات متطرفة. وحسب الشرقاوي، عكف فريق البحث على تحصيل إفادات لعشرات من الشهود، بمحيط اكتشاف الجثة، ومكان إضرام النار، لكنها لم تحمل أي جديد في البحث،
كما تم التعامل التقني والعلمي مع مجموعة هائلة من العينات والآثار، المرفوعة من مصرح الجريمة. وقام فريق المحققين بتفريغ واستقراء العديد من المحتيات الرقمية، بغرض تحديد مسارات المشتبه فيهم وكذا رصد المسار الذي سلكته سيارة الضحية بعد إزهاق روحه والسطو على لوازمه المهنية وسيارته الشخصية. واستطاع فريق المحققين تشخيص هوية المشتبه فيه الأول وتوقيفه بالدار البيضاء، ومباشرة بعد ذلك تم رصد مكان اختباء المشتبه فيه الثاني وتوقيفه بمنطقة سيدي حرازم بضواحي مدينة فاس، قبل أن يتم ضبط المشتبه فيه الثالث بمدينة الدار البيضاء.
وتطرق مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية،
إلى تأكيد الدافع الإرهابي، حيث تم التأكد من هذا الدافع فور توقيف المشتبه فيهم الثلاثة، فحسب المعطيات التي توصل إليها فريق المحققين،
فإن المشتبه فيهم أعلنوا ولاءهم لتنظيم داعش الإرهابي،
بعدما قام أحد المشتبه فيهم بترديد ما يعتبرونه قسم البيعة المزعومة، وذلك إيذانا بانخراطهم في التنظيم الإرهابي ضمن مشروع إرهابي يروم المساس بالأمن العام.
وتشير المعلومات المتوفرة حاليا أن المشتبه فيهم،
كانوا يخططون للالتحاق لمعسكرات تنظيم داعش بمنطقة الساحل قبل أن يترجعوا عن هذا المسعى بسبب نقص مصادر التمويل الكافية لتأمين السفر،
وهو ما دفعهم إلى تبني طرح بديل والقيام بعمليات إرهابية محلية تستهدف رجال الأمن ووكالات بنكية ومؤسسات مصرفية.