حسن صدقي
في الوقت الذي كنا ننتظر فيه من المجلس الإقليمي أن يزف لنا مشاريع تنموية تخرج المنطقة من عزلتها وحالة الإحباط التي خيمت على ساكنتها ،يخرج علينا بعض أعضائه ببلاغ يكرس تفاهة وتدني مستوى القائمين على الشأن العام المحلي،كما لو أن خنيفرة قطعت أشواطا مهمة في القضاء على الإختلالات التي تعيشها على جميع المستويات،وأن المجال أصبح متاحا لافتعال الأزمات والصراعات المجانية المهدرة للوقت والطاقة .
فبمجرد الإطلاع على بلاغ بعض أعضاء المجلس الإقليمي، تبادرت إلى ذهننا عدة تساؤلات إرتأينا مشاطرتها معكم.
في البداية البلاغ يتحدث عن إهانة مؤسسة المجلس الإقليمي، كمؤسسة دستورية لكن لو كان الأمر كذلك، الم يكن من الواجب وسعيا للشفافية وتحقيقا للعدالة، عقد دورة استثنائية للمجلس، بجدول أعمال ينحصر في مناقشة نقطة واحدة تخص “تعليق” كبير قاشا .وإصدار بلاغ باسم المجلس، انسجاما مع الممارسة الديمقراطية للمؤسسات المنتخبة.
لكن أن يقبل بعض الأشخاص على كذا مهمة في تحاوز سافر للمقررات المنظمة لهذه المؤسسة الدستورية ،فهذا أمر يحيلنا على عدة تساؤلات أهمها:
هل تمت استشارة الهيآت السياسية قبل التوقيع على البلاغ ؟؟!! وبعبارة أخرى، هل ستتبنى الهيآت السياسية الستة مضامين البلاغ ،وبالتالي فالترافع أمام المحاكم سيكون باسمها؟؟!! هذا السؤال بدوره يحيلنا على السؤال التالي:
هل باتت الأحزاب المغربية أداة لمصادرة الأشخاص في التعبير عن أرائها بطريقة سلمية؟! وإذا وجدت هذه الإدعاءات طريقها إلى المحاكم،فهل يمكن إدراج المحاكمة ضمن محاكمة رأي؟؟!! وإذا كان الأمر كذلك السنا أمام تراجع خطير يمس الممارسة الديمقراطية وحقوق الإنسان بالمغرب،الشيء الذي سيسيء لسمعة البلاد على مستوى الحريات العامة ؟؟ هذه من جهة ،من جهة أخرى ،فمن خلال قراءتنا للبلاغ لم نسجل اية عبارة تسيء لمقدسات البلاد المجسدة في المؤسسة الملكية أو الوحدة الترابية للوطن أو الدين الإسلامي، ولم تسيء للمؤسسات الدستورية ،وكل ما أشير له في “التعليق” بعيد كل البعد عن هذه التأويلات ،والبلاغ وقع ضحية فائض المعنى في “التعليق” ،فوقع لديه لبس جعله يكيف المعاني وفق معنى تحكمه نية ملتبسة وليس مضمون قانوني يمكن تكييفه وفق نصوص قانونية.إن حضور شخصيات تنتمي للمجلس الأعلى العلمي لتأطير ندوات موسم مولاي بوعزة، لا يضفي عليه صفة القدسية ،وانتقاد هؤلاء الأشخاص وارد ولا ينقص من قيمتهم المفترضة شيئا ،هم يقدمون قراءات في تراث قابلة للنقد والتأويل، وقد يختلف معهم الناس في آرائهم وذلك لا يفسد للإختلاف مودة.ملاحظة أخرى وددت تناولها ،تخص ليلة 27 من شهر رمضان المبارك .
هناك أشخاص يعتقدون أن ممارسة سلوكات تأخد طابع الشعوذة في تلك الليلة ،أمر لا يمكن أن ينال من مضمون تلك الليلة الديني ،فيجب أن نفرق بين الدين وممارسات الأشخاص التي تتحين أوقات معينة ذات رمزية دينية للقيام ببعض السلوكات، وهذا الأمر يخص الأشخاص وليس الدين ،من هنا أعتقد أن تناول تدوينة قاشا تندرج ضمن هذا النوع من الممارسة والتفكير.