نورالدين كودري
في السنوات الأخيرة ارتبط اسم إقليم خريبكة بظاهرة الانتحار مع ارتفاع حالات هذه الظاهرة الاجتماعية بالإقليم.
قرار الانتحار من القرارات التي يجد المحللون النفسيون والاجتماعيون صعوبة بالغة في فهمه فضلا عن التنبؤ به. هناك سيرورة نفسية خاصة وسلوك غير طبيعي يتخذه المنتحر عند إقدامه على هذا السلوك الذي يظل في نهاية المطاف سرا يأخذه معه إلى العالم الآخر في حال نجاحه في عملية الانتحار. غير أنه من المسلم به وجود ارتباط وثيق بين ظاهرة الانتحار والأمراض النفسية والعقلية. هذا المجال يعد فضاء خصبا لتنامي ظاهرة الانتحار وتزكي هذا الواقع الأرقام المفزعة التي تعكس انتشار الأمراض النفسية وحجم الخصاص المهول في التصدي لها ببنيات صحية ملائمة. في إحدى الدراسات التي أنجزتها وزارة الصحة بتعاون مع منظمة الصحة العالمية تكشف الأرقام أن 48.9 في المائة، أي نصف المغاربة تقريبا، مصابون بأحد الأمراض النفسية «قلق، أو اكتئاب، أو خوف، أو فصام في الشخصية، وهو أسوأ الأمراض النفسية على الإطلاق».
تختلف أسباب الانتحار في إقليم خريبكة، حيث يرتبط بعضها بالفقر، وبعضها بحالات الاكتئاب، في ظل غياب ملحوظ للخدمات الأساسية لفئة الشباب في المنطقة والمرتبطة بالرياضة أو الترفيه والقراءة، بحسب مسؤولين.
في نفس السياق،وبمناسبة افتتاح السنة القضائية 2022 يوم الثلاثاء 01 فبراير 2022 اعتبر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بخريبكة الانتحار ظاهرة مرعبة بشكل ملفت وتوقف طويلا عند الإحصائيات المنجزة برسم السنة القضائية 2021 في شأن الانتحار ولاحظ من خلالها أنه ” تم تسجيل 28 حالة انتحار خلال سنة 2021 أي أن معدل الانتحار مابین سنتي 2020و2021 عرف انخفاضا في حدود 6%، واستأثر الذكور فيها بنسبة 64.28 % في حين جاءت الإناث في المرتبة الثانية بنسبة 35.72 % ” وأضاف أنه “تم تسجيل الحد الأقصى لحالات الانتحار بالمجال القروي 15 حالة انتحار أي بنسبة مئوية في حدود 53.57 % ، أما في المجال الحضري فسجل 13 حالات انتحار وهو الحد الأدنى أي بنسبة مئوية في حدود %46.43”.
وحسب الخبراء فإن الأداة المستعملة الأكثر شيوعا في الانتحار في الوسط القروي أو الحضري هي الشنق بمعدل 86.36 بالمئة مقابل نسبة 13.63بالمئة، تقفز من الأدوار العليا.