[success]المواطن24[/success]
تعذبت كثيرا يا أخي العزيز ..سألت الناس عنك فلم يجيبوني مشاعرهم وقلوب قاسية تجاهك أجاب بعضهم لم يحسنوا إليك ، لم ينتبهوا لتيابك المتسخة أو معاناتك اليومية جراء قساوة الطقس والمناخ ، لم يكلفوا أنفسهم حتى مناشدة السلطات التدخل ونقلك لإحدى المصحات المتخصصة كمتل هذه الأمراض التي -لمت بك -خي عزيز
لم يطلب عزيز من أحدهم يوما مالا وكان يمشي بالطريق الوطنية الرابطة بين سوق السبت ولاد النمة والفقيه بن صالح عاريا وحافي القدمين ، لا حياة لك عزيز الخطابي في واقعهم تعذبت كثيرا أمامهم نزعت جميع ثيابك أمامهم ولكن لا حياة لمن تنادي فالقوم في سبات عميق ينهش بعضهم بعضا ولا من يارك دقيقة واحدة أو ساعة من وقته للتمفل بمرض عزيز الخطابي أو أحد من عائلته المريضة الأخت والأب الذين يعانون في صمت معاناة شبيهة بمعاناة عزيز أو أكتر …
كم هذه الحياة قاسية يا عزيز، عشت طفولتك تعاني المرض وتعاني قلة ذات اليد والناس ترى عزيز يمشي علريا ولا تكلف نفسها حتى إشعار السلطات بواقع ما فتيء يتكرر بنفس المكان والزمان وداخل نفس المحيط الجغرافي الملطخ بوسخ الأدمغة التي ترى من ذوي الأمراض النفسية والعقلية فئات مجتمعية فاتهم القطار .. وهي القناعة التي صارت تترسخ حتى لدى سلطات والوزارات المعنية بهذه الفئة ،
الآن ترك عزيز الحياة كلها نعم أخي الفاضل عشت مهموم وتائها ومريضا ، لا أم لتنظر إلى حالك وتلتفت لك وتنادي السلطة التدخل لصالك ، وتبحث عنك أو تراقبك بعد تعذر مجيئك للمنزل ، وتسهر على مأكلك ومشربك وتتبعه أو تلبسك تيابك وملابسك عندما تكون عاريا بالشارع .
لقد تعبت عزيز ولا أحد واساك أو تدخل لصالحك أو لصالح والدك المريض أو امك المتوفاة أو أختك المريضة هي الأخرى ، لا تحزن يا صديقي على هذه الحياة لقد ذهبت إلى الحياة الأخرى الأبدية والدائمة ، حيت سترى امك وأخوك هناك ينتظرونك بعون الله تعالى . لقد تعذبت كثيرة ياعزيز في هذه الحياة لا ضحك ولا لعب ولا أعياد ولا تمدرس ولا ….
دوامة الحياة تعب في تعب
لا وقت للاصدقاء او للمرح
أصبحت كإنسان لا يحس بالحزن ولا بالفرح تائه في الشارع دون ملابس يأكل من المزبلة وينام بالعراء هل هو المرض وحده المسؤول عن كل هذا ، مرضت وأنت صغير ، تعذبت في عز شبابك وغادرت الحياة الآن رحمك الله يا أخي العزيز وأحسن الله نزلك إلى متواك الأخير ..
نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يتقبله بقبول حسن الوداع وداعا أخي عزيز في جنات عدن والفردوس آمين خلودك . لا تحزن عزيز إذا ضاع حقك هنا في هذه الحياة لا يضيع حقك هناك موعدك في تلك المحكمة الإلهية التي لا تأخذ الرشوة ولا تقبل المحاماة وقاضيها الواحد القهار الحي الذي لا يموت وداعا عزيز الخطابي وداعا عزيز والله إرحمك وإنا لله وإنا إليه راجعون .