[success]المواطن24[/success]
إذا اتيحت لك فرصة التعرف على حدث سيء قبل وقوعه، هل تستغلها للتعرف عليه؟… كشفت دراسة حديثة أن المسؤول عن الاختيار هي مناطق بالدماغ تقرر السعي لجمع المعلومات لتحديد ما إن كان أمر سلبي على وشك الوقوع أم لا. فكيف تعمل؟
ثمة مناطق بالدماغ تقرر السعي لجمع المعلومات لتحديد ما إن كان أمر سلبي على وشك الوقوع أم لا. فكيف تعمل؟
في زمن كورونا، يقضي الكثيرون وقتا لانهائيا في متابعة الأخبار السيئة وقراءة كل ما يجدونه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام من أنباء سلبية أو مقلقة، وهو ما يُطلَق عليه علميا اسم Doomscrolling. وعلى العكس تماما، يفضل آخرون تجنب تلك النوعية من الأخبار لتجنب كل ما قد تسببه من ضغوط نفسية.
واتخاذ أي من القرارين لا ينبع فقط من طبيعة شخصية كل فرد، وإنما بسبب أجزاء وخلايا بعينها في الدماغ تتحمل مسؤولية الاختيار، وفقا لموقع ساينس ديلي العلمي.
وتمكن باحثون بجامعة واشنطن في ولاية ميسوري الأمريكية من تحديد مناطق في الدماغ “تنشط عند مواجهة الفرد لخياري التعرف على معلومات أو إخفائها بشأن حدث لا يملك ذلك الفرد غالبا القدرة على منع حدوثه، وفقا لنتائج الدراسة.
وما توصلت له الدراسة من النتائج يمكن أن يفسر ما يحدث في الدماغ لدى التعرض لفيض من المعلومات والأخبار وسبل التأقلم معها في العصر الحديث، كما يمكن لها كذلك تفسير الإصابة بالقلق أو اضطراب الوسواس القهري، وما ينتج عنها من عدم قدرة بعض الأفراد على تحمل حالة التردد أو عدم اليقين.
ويرى الأستاذ المساعد لعلوم وجراحة الأعصاب وهندسة الطب الحيوي، إليا مونوسوف، أن الدماغ البشري “غير مجهز جيدا للتعامل مع عصر المعلومات”، على حد تعبيره. ويقول مونوسوف: ”يبحث الإنسان باستمرار عن الأخبار، وبعض هذا البحث غير مفيد كليا. الأنماط الحديثة لحياتنا يمكن أن تعيد نحت المدارات في أدمغتنا، والتي تطورت عبر ملايين السنين لمساعدتنا على النجاة في عالم متغير باستمرار.”
وفي دراسة سابقة أجراها مونوسوف مع باحثين أخرين على القرود في عام 2019، نجح فريق البحث في تحديد منطقتين في الدماغ مختصين بتتبع حالة عدم اليقين بشأن أحداث جيدة متوقعة، كتوقع الحصول على مكافأة ما. ودفع ذلك النشاط، في تلك المناطق بالدماغ، القرود نحو محاولة العثور على معلومات بشأن الأشياء الجيدة التي يمكن أن تحدث. إلا أن الموقف يختلف بشأن الأخبار السلبي أو السيئة.
وتوصل فريق البحث إلى أن الغالبية تسعى لمعرفة الأخبار الإيجابية، كمحاولة توقع النجاح لدى الرهان على فوز حصان بعينه في سباق للخيول على سبيل المثال. ولكن حين يتعلق الأمر بتوقع حدوث أمور سيئة، تتفاوت التوجهات بشأن الرغبة في توقع ما سيحدث ما بين الإقبال والرفض.
ويوضح المتخصص في علوم الأعصاب والباحث المشارك في الدراسة، أحمد جيزيني أن ذلك التباين في الاتجاهات بشأن الأحداث السلبية “كان بمثابة إشارة على أن الاتجاهين من المحتمل أن يتم تحديدهما من خلال عمليات عصبية مختلفة”.
وبقياس النشاط العصبي في المخ لدى القرود، كشف العلماء بالفعل أن منطقة القشرة الحزامية الأمامية بالدماغ يقوم بتحويل المعلومات المتعلقة بالاحتمالات الإيجابية والسلبية إلى رموز وإشارات عصبية.
كما اكتشفوا أن منطقة قشرة الفص الجبهي الباطني، والتي تحتوي على خلايا تعكس نشاطها الاتجاهات العامة، هي المسؤولة عن تحديد الموقف ما بين: الإقبال على البحث عن المعلومات لتوقع الأحداث الجيدة، والإقبال أو الرفض بشأن توقع الأخبار السيئة.