قالت الصحيفة الإسبانية “الكونفيدينثيال” إن ميناء “الخِثِيراسْ” (الجزيرة الخضراء) الإسباني يواجه خطر منافسة حقيقية من جانب ميناء طنجة المغربي الجديد المعروف بـ: “طنجة ميد”.
ورغم كون الميناء الإسباني يُعد الأهم في البحر المتوسط بالنسبة للتجارة البحرية باستقباله حوالي 300 سفينة يوميا وكونه أحد أكبر الموانئ الأوروبية إلى جانب موانئ روتردام وآنفير وهامبورغ إلا أن ميناء طنجة الجديد، الذي استثمرت فيه الرباط 8 مليارات دولار، أصبح منافسا قويا على الفرص المتاحة في منطقة مضيق جبل طارق الحيوية للتجارة العالمية وحركة النقل الدولية. ويتميز الميناء المغربي الجديد عن نظيره الإسباني بكونه يتوفر على بنى تحتية هامة في جواره لا وجود لها في محيط الميناء الإسباني.
ومن وجهة النظر الإحصائية، أعلنت الرباط أن حركة النقل التجاري البحري بالحاويات في مينائها الجديد ارتفعت بنسبة 18 بالمائة في 2020 ليتفوق لأول مرة على ميناء بلنسية الذي كان يحتل الصدارة في وقت سابق. كما ارتفع حجم السلع العابرة لميناء طنجة الجديد خلال العام 2020 بنسبة 38 بالمائة، مما يؤكد أنه “يشكل تهديدا تنافسيا واضحا ليس لإدارة ميناء الخثيراس فحسب وإنما لدور إسبانيا في البحر الأبيض المتوسط” وفقا لصحيفة “الكونفيدينثيال”.
وذكَّرت الصحيفة بأن القدرة الاستيعابية لميناء “طنجة ميد” المغربي تقدر بـ 9 ملايين حاوية، فضلا عن إمكانية عبوره من طرف 7 ملايين مسافر و700 ألف شاحنة من نوع “تي آي آر” وقدرته على استيعاب عملية تصدير 1 مليون سيارة ومركبة.
وتحذر الصحيفة بأن على الدولة الإسبانية برمتها أن تنشغل لهذه المستجدات، وليس ميناء الخثيراس فحسب، مشيرة إلى أن هذا الميناء، الذي يعد الأهم في إسبانيا، ينتظر منذ أكثر من 100 عام أن يتعزز بخط سكك حديدية يربطه مباشرة بأوروبا، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، رغم أن الاتحاد الأوروبي أعلن قبل 8 سنوات أن ربط ميناء الخثيراس بشبكة النقل الأوروبية “أولوية ذات طابع إستراتيجي”. مع ذلك الأشغال الجارية في هذا المجال ما زالت تسير بوتيرة سير السلحفاة.
وبعيدا عن الميناءين المغربي والإسباني، تخشى مدريد كذلك من إمكانية تعرضها إلى تهميش أكبر بمشروع بناء جسر أو نفق يربط بين المغرب وجيب جبل طارق البريطاني.
المصدر: الصحف الإسبانية: “El Confidencial”/”El Espanol”/”Hora Sur”