[success]المواطن24[/success]
في سابقة بإفريقيا، تمكنت كفاءات مغربية بميناء أكادير، من صناعة مركب للصيد بالجر يعد الثاني من نوعه في العالم بمواصفات عالية ومميزات جعلت المستثمرين الأجانب يتهافتون عليه لاقتنائه، بتكلفة إجمالية ناهزت مليارين ونصف المليار سنتيم.
وقال فيصل المرابط الترغي، المدير الإداري والتجاري للشركة المتخصصة في صناعة السفن بأكادير ، إن السفينة التي تصنف الثانية في العالم بعد الأولى بهولندا جرى صناعتها وتجهيزها بورشة ميناء أكادير، وتتميز بتوفرها على نظام تشغيل هجين “Hybride” يتضمن محرك كهربائي صديق للبيئة تغذيه أجهزة أخرى من نوع دييزيل.
وأضاف المتحدث أن توفر المركب على المحركين المذكورين يجعله يستهلك الوقود بأقل من 30 في المائة مقارنة بالمحرك العادي، مشيرا إلى أن طوله يبلغ 22 مترا وعرضه 7 أمتار ويشتغل على ظهره 4 بحارة، مضيفا أنه مجهز بآليات ذكية وبأنظمة كهربائية للتحكم عالية الجودة، في وقت كانت مدة إنجازه ستستغرق نحو 18 شهرا وبحكم تداعيات فيروس كورونا تأخرت الشركة في إنهائه في الوقت المتفق عليه حيث وصلت المدة لـ24 شهرا مع تفهم كبير للزبون المعني.
وبلغت التكلفة الإجمالية للمركب نحو مليارين ونصف المليار سنتيم، يقول المرابط، موردا أن مركب الصيد بالجر “BLUE WAVE” غادر ميناء أكادير متوجها لميناء “GUILVINEC” بفرنسا، ويعد ثالث مركب يغادر المدينة في ظرف أسبوع بعد الانتهاء من أشغال تشييده وتجهيزه من طرف الأيادي المغربية التي أبدعت في إخراجه للوجود ليبدو أنيقا ومسايرا للتطور الحاصل في الصناعات البحرية الدولية.
وشدد الترغي على أن الكفاءات المغربية استطاعت كذلك صناعة سفن أخرى متميزة، منها اثنتان بلغت القيمة المالية للواحدة منها نحو 800 مليون سنتيم ويبلغ طولهما 12 مترا بمحرك للدفع 460 حصان، بهندسة أثارت إعجاب المستثمرين الأفارقة والأوروبيين وغيرهم وبضمانات قوية، مؤكدا وصول المركبات الثلاثة لفرنسا لفائدة الزبناء الذين عقدت معهم الشركة عقدة الإنجاز وكان صدى وصولهم ايجابيا وسيساهم ذلك لا محالة، يقول المرابط، في تلميع صورة الصناعة البحرية المغربية باعتبارها من الصناعات الثقيلة.
وأكد المرابط أنه وبفضل تميز الكفاءات المغربية في مجال صناعة السفن أصبح الإقبال عليها من لدن المستثمرين الأوروبيين والأفارقة، بحيث توصلت الشركة بطلبات مختلفة من عدد من الزبناء من مجموعة من الدول لتشييد سفن أخرى ضمنها موريتانيا وتنزانيا والغابون وأنغولا وغيرها، ما يؤكد جدارة الصناعة البحرية المغربية ويجعلها تنافس القطاع في أوروبا المعروفة بهذه الصناعة.
ونوه المتحدث بتعاون وزارتيْ الصناعة والصيد البحري والوكالة الوطنية للموانئ والجمارك وغيرها من المؤسسات العمومية والخاصة مع الشركة العاملة بالمجال، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة وافقت على مقترح وزارة الصناعة للدخول ضمن مخطط التسريع الصناعي بجهة سوس-ماسة الموقع أمام الملك محمد السادس أثناء زيارته لأكادير سنة 2018، بقيمة استثمارية بلغت 10 ملايين درهما تهم النوعية والتطوير في الصناعة البحرية من خلال الاعتماد على آخر ما جادت به التكنولوجيا الحديثة من آليات وتجهيزات جد متطورة.
وتابع الترغي في تصريح لاحدى المواقع: “المغرب يجب أن يكون فخورا بكفاءاته وبشركاته في مجال تصنيع السفن، التي استطاعت منافسة السوق الأوروبية التي تنظر للمغرب اليوم كمنافس قادم بقوة لعدة امتيازات توفرها المملكة ضمنها الظروف المناخية الملائمة والأثمنة المناسبة التي تجعل الأوروبيين غير قادرين على منافستها”..