[success]المواطن 24 – باريس[/success]
أكد رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ أنه من خلال النهوض بالثقافة حتى أثناء وباء كوفيد-19 ومن خلال إثبات للعالم بأسره أنه بالإمكان التوفيق بين الثقافة والصحة ثم الصحة والثقافة، يعطي المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس المثال.
وقال السيد لانغ، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، “يسعدني أن المغرب اتخذ قرار الحفاظ على الروابط مع الثقافة أثناء الوباء. إنه نموذج يحتذى به بالنسبة لدول أخرى. وأعتقد أن هذه المبادرة ممتازة وتستحق الاقتداء بها”.
وفي هذا السياق، أشاد رئيس المعهد بجلالة الملك محمد السادس لحرص جلالته الدائم على تطور الحياة الثقافية والفكرية”.
وبعد أن عبر عن تهانئه للسلطات المغربية ، قال السيد لانغ، “لقد رأيت مقاطع فيديو وصورا فتوغرافية تظهر أنه يوجد في المغرب حماس حقيقي لدى المواطنين من جميع الأعمار لاكتشاف أعمال المتاحف في ظل احترام حقيقي للقواعد الصحية”. لذا فإن” المؤسسة الوطنية لمتاحف المغرب أعطت برهانا واضحا أنه يمكننا الآن فتح المتاحف مع احترام القواعد التي تفرضها السلطات الصحية”.
وأكد أن النموذج المغربي ” متميز جدا” وقرار الحفاظ على الحياة الثقافية في المغرب هو “قرار يبعث على السرور” ويجب الإشادة به ويستحق أن تحذو حذوه دول أخرى”. وأضاف أنه بإمكان فرنسا أن تستلهم من النموذج المغربي للولوج إلى الثقافة أثناء جائحة كوفيد”.
وفي هذا السياق، أبرز رئيس معهد العالم العربي، أنه “انبهر كثيرا وتحمس لمبادرات المغرب لدرجة التعريف بها في فرنسا. وقال “راسلت وزيرة الثقافة والسلطات الفرنسية الأخرى من أجل الاستلهام من النموذج المغربي، ولأطلب منهم أن يحذوا حذو المملكة في نموذجها المتفرد للغاية، والذي يظهر أنه يمكننا التوفيق بين الثقافة والصحة ثم الصحة والثقافة”.
وبخصوص الفورة الثقافية الحالية في المغرب (افتتاح متاحف، خاصة متحف فيلا هاريس في طنجة ومتحف للموسيقى في مكناس، وبدء أشغال بناء متحف للثقافة اليهودية في فاس…) ، أكد رئيس المعهد أنه “مرة أخرى، يبرهن المغرب على أنه بلد استثنائي “.
وقال السيد لانغ ” بالتأكيد المغرب اليوم هو البلد الأكثر انفتاحًا على الثقافة والأكثر إبداعًا في البحر الأبيض المتوسط وفي أفريقيا والعالم العربي. إنه في الحقيقة مثير للإعجاب ومبهر”، مبرزا ” أن تفردا آخر تتميز به السياسة الثقافية المغربية يتمثل في ابراز كل الموروثات الثقافية والروحية للبلاد”.
وأبرز أنه تقليد راسخ منذ زمن طويل في المغرب كرسه جلالة الملك محمد السادس وكذلك الدستور المغربي، وأنه “نموذج متفرد في العالم لبلد يتبنى تنوع روافده الثقافية والفكرية”.
وأشار إلى أنه “بخصوص نفس الموضوع يناضل كثيرا في فرنسا حتى يكون النموذج المغربي مصدر إلهام لسياسة بلاده”. وسيصدر جاك لانغ قريبًا كتابًا يرتقب أن يوزع على المكتبات في مارس أو أبريل 2021 ، حول الثورة الثقافية في الثمانينيات بفرنسا. وأكد أن “هذا الكتاب يختتم بالثناء على التمازج وأستشهد على الخصوص بمثال ديباجة الدستور المغربي كنموذج لفلسفة الانفتاح والتسامح والاحترام”.
وفيما يتعلق بالسياسة الحالية للمغرب في مجال المتاحف، لا سيما قانون تسمية المتاحف الذي يوجد قيد المناقشة في البرلمان والذي يطمح إلى تأطير تسمية “المتاحف” التي يجب أن ترتكز على معايير عالمية دقيقة، اعتبر وزير الثقافة الفرنسي الأسبق أن ذلك “سابقة في إفريقيا وفي العالم العربي “، مبرزا أنه “قرار جيد جدا”.
في هذا الحديث الذي خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، تطرق رئيس معهد العالم العربي أيضًا إلى إدارة المغرب لأزمة كوفيد-19 ولحملة التطعيم التي انطلقت مؤخرا. وقال “مرة أخرى، المغرب بلد نموذجي. وأن المبادرات التي اتخذتها السلطات المغربية منذ عام حظيت بالتقدير وبالاحترام. فعلى سبيل المثال في الوقت الذي كنا نحتاج فيه للكمامات في فرنسا ، كان المغرب يصنع الكثير منها ويدعوا السكان لارتدائها، كما أن المغرب نجح في تصديرها. إنه حقًا نجاح باهر “.
وقال السيد لانغ إن “حملة التطعيم تم الالتزام بها وإطلاقها على أعلى مستوى بالبلاد”. إنه “أمر جيد جدا أن أعلى سلطة في الدولة تعطي المثال”. وتابع أن السلطات المغربية ستسهل التطعيم العام في جميع أنحاء البلاد ليشمل المقيمين، معتبرا أنها ” التفاتة ذكية وسخية”.