حميد سامر
مثل يوم أمس الاربعاء 27 اكتوبر، “نصاب” فرنسي أمام القضاء، بعد إفتضاح أمره، والتحقق من تورطه في انتحال صفة قريب لسيدة فرنسا الاولى “بريجيت ماكرون”، وإستفادته من خدمات وتسهيلات في عدة دول، ما بين مارس وأبريل 2018.
وحسب تقارير اعلامية فرنسية، فإن مكالمة من فندق مصنف بمراكش، كانت الخيط الاول الذي فضح النصاب الفرنسي، بعدما تفاجأ المكتب الرئاسي الفرنسي بالمكالمة والمعطيات الواردة فيها بشأن نجل شقيق السيدة الاولى المفترض، والذي كان يعيش حياة فاخرة بانتحاله لهذه الصفة.
وبدأت الحكاية عندما غتصل أحد الفنادق في مراكش، بقصر الإليزيه في مارس 2018، وأكد أنهم تلقلى بريد “النصاب” الإلكتروني، وأرادوا مناقشة آخر تفاصيل زيارة “ابن أخ” بريجيت، وبعد المكالمة، قدم المكتب الرئاسي على الفور شكوى رسمية، واكتشفت مصالح الامن الفرنسية جريمة انتحال الهوية، التي مكنت المعني بالامر البالغ من العمر 35 سنة، من الاستفادة من خدمات عديدة.
وقد تبين ان “النصاب” المذكور اتصل أيضًا بالاتحاد الدولي للسيارات (FIA) للحصول على مقاعد الصف الأول في سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 في أستراليا، وكان الطلب من أجل “ابنة مدام ماكرون وزوجها”، كما استخدم المتهم أيضًا أسماء مسؤولين بمجلس الوزراء الفرنسي للحصول على معاملة VIP ومزايا فاخرة، علما ان المتهم بسرقة الهوية والاحتيال المتكرر، كان قد أدين بالفعل بارتكاب أفعال مماثلة منذ 2014.
سفارة فرنسا في بنجلاديش وفندق “أبر هاوس” في هونج كونج وقعوا أيضًا في شراك النصاب المحترف، حيث قدموا له خدماتهم لكونه “ابن أخ” السيدة الأولى، وهكذا تمكن النصاب المدعو “كوري” من زيارة مخيم للاجئين الروهينجا، كما قابل السفير الفرنسي وإستفاد من ظروف أفضل في الفندق.
ويشار أن النصاب الذي اتضح أن في سجله الجنائي فيه مجموعة من الإدانات بتهم ذات صلة بالاحتيال، ومن ضمنها في عام 2016 انتحال شخصية نجل وزير في عهد الرئيس فرانسوا هولاند، اعترف خلال التحقيق معه بكل شيء، وكشف عن إعجابه بـ “الألقاب ، والدرجات ، والنفوذ”، وأوضح للمحققين أن كل هذا جاء من هوسه الأسطوري بالسلطة وحياة الرفاه، فيما شخّص الأطباء النفسيون حالته بكونه “كاذب مرضي مضطرب”.