المواطن 24
دارت قصة المشارك حول فكرة العدالة.. والعدالة قيمة سامية بطبيعة الحال ينشدها الكافة وتتمناها المجتمعات علي الارض بقصد الارتقاء والتقدم واحترام الفرد… _فالعدل قيمة ازلية. حتي ان الخالق جل علاه اختار من بين اسماءه(العادل). ومنذ بدء الخليقة وحتي قبل ادم علية السلام… وميزان العدل ينحرف. فتتدخل ارادة الله لاعادة كفتي الميزان الي نصابها الطبيعي.. وكلنا قراء وعلم قصة عزازيل(ابليس)في الكتب السماوية.. فقد كان من بين العابدين الشاكرين لله.حتي كانت الملائكة تطلب منه ان يدعو لهم… ولما ساد فساد الجن في الارض وقتلهم بعضهم البعض وسفكهم للدماء.. ارسل الله (عزازيل..ابليس) ومعة جمع من الملائكة.. فخلص الارض من الفساد. والحق الجن بجزائر البحور واطراف الجبال وحقق عدل الله وعاد منتصر. حتي انه اصابة الغرور بانتصاره. فكانت ارادة الله. طرده من الجنة….. _وكذلك قصة فرعون وظلمة وقهره لبني اسرائيل. فاراد الله ان يحقق العدل فارسل موسي علية السلام لانقاذهم وتحقيق العدالة. _ وفي العصور الفرعونية القديمة. كان الفلاح الفصيح(خوان.انبو) مثال للوقوف ضد الحاكم الظالم وطلب العدل. فقد كتب علي ورق البردي تسع برديات تحمل رسائل للحاكم. رسخت مفهوم العدالة واهمية رفع الظلم عن المظلومين. كنا اتسمت تلك الرسائل. وهو الاهم باللغة الرشيقة والتي تعد لغة ادبية عالية المستوي.. فكان ذلك الاسلوب الادبي والبليغ دافعا ومحفزا للحاكم لرفع الظلم عن الفلاح الفصيح (خوان)وانصافة.. &_نعود لقصة(اسمعوني)وكيف تناول الكاتب قضية العدل وماهي الوسيلة التي اتبعها بطل قصتة لطلب العدالة وتحقيقها……………. _في البداية اختار الكاتب موقعا ومكانا لاحداث قصتة وهو. دارالعدالة.(قاعة محكمة). وطان بطلة حسب وصفة. شاب في مقتبل العمر. امي. جاهل. لايجيد القراءة. وليست لدية خبرةفي التعامل مع المجتمعات خارج نطاق بيءتة.. فقير.. بالكاد يعول اسرتة المنكودة.. حياتة مليئة بالماسي من حاجة وعوز………………………….. _لكنة دخل المحكمة ليس طلبا للعدل. انما لمحاكمتة عن جريمة اخلاقية. ارتكبها في الطريق العام وهي(التعري)ومن خلال المحاكمة نفهم دوافع واسباب جريمتة………. وكان تحليلي وتفسيري ونقدي علي النحو التالي….
١_ اراد الكاتب ان يضفي علي جريمة البطل الشرعية. واسبابا من الاباحة استنادا الي مشروعية الغاية(العدل)فيصبح فعل بطلة مباحا وشرعيا ولايستحق عنة العقاب لما وقع علية من ظلم وما ينشدة من عدالة. وهو مبدء.(ميكافيلي)الغاية تبرر الوسيلة.. فالغاية هي طلب العدل وهي امر مشروع لكل انسان. لكن الوسيلة في تحقيقها يجب ان تكون وسيلة مشروعة وقانونية وانسانية ايضا. خالية من كل اهانة او انحطاط للنفس اوللغير. والا تكون خارقة للقانون.. فهي من وجهة نظري سلوكاو وسيلة مرفوضة شكلا وموضوعا ان تصدر عن شخص (عاقل)فكم من جرائم ترتكب باسم الانسانية والدفاع عن الاديان السماوية والحريات.!!!!!!!!!!!!!؛. ٢_تضمنت القصة كثير من التناقض الواضح في رسم الشخصيات بطريق التعبير عن نفسها من خلال الحوار الذي كتبة وصاغة المؤلف.. فجاء بداية. علي لسان بطل القصة. ووصف الراوي(الكاتب. لمشاعر وحالة الشاب) حين قال.. ان المسؤلين يستقبلون الفتيات في مكاتبهم سيدي قال ذلك وعلامات الحياء والخجل علي وجهة كانة ارتكب ذنبا بهتكة هذا السر _فكيف لشخص لدية هذا الحياء وذلك الخلق ان يسمح لجسده متعريا امام العامة. الم يستحي؟! الم يخجل؟!!! من هتك عرضة وعرض المارة بالطريق العام بارتكابة فعلا فاضحا.؟! _وفي تناقض يؤكد عدم دراسة الكاتب لشخصية بطلة.. حين قال.. -(قطعت الطريق بالمتاريس.. قذفت سيارتهم بالحجارة. فاخذوني الشرطة)….. ثم ياتي بعد ذلك ليقول(لانستطيع ان نمارس العنف علي الاخرين وكيف نفعل ذلك ونحن اول ضحاياه)!!!!! _اي تناقض واي وصف واي دراسة لشخصيات القصة يجعلها تعاني الفصام الواضح في سلوكها وطريقة حوارها.. في حين الكاتب يريد ان يظهر الشخصية عاقلة متزنة. كيف ذلك؟!!!!!! _وفي جزء اخر تكرر.. التناقض. حين سأله القاضي/كيف لا تستطيع فكان الرد/لاننا اناس مسالمون.. عن اي سلام يتحدث. عن اي حياء واخلاقيات تتكلم الشخصية وقد خرقت القوانين والاخلاقيات والقيم والمباديء.. باسم التعبير والحرية!!!.!!!!!.
٣_ اظهر الكاتب شخصية القاضي متناقضة ايضا ومصابة بالشيزوفرنيا. بداية. يتكلم عن ضرورة احترام القانون وتطبيقة علي كل من يخالفة… ثم نجد بعد ذلك تحريض منه صارخ وواضح وصريح علي الجريمة. حين قال للشاب /ولما لم تفعل انت ذلك؟ ردا علي قول الشاب/غرس السيف في سويداء قلب اول مسؤل تصادفة.. _فالاضافة الي انه تحريض واضح عالعنف صادر عن شخصية المفترض انها عاقلة ومسؤلة(قاضيا)يؤكد عمد علم الكاتب باساليب الكتابة الادبية ومذاهب الادب خاصة (المذهب التعبيري..والرمزي).. _وضعت القصة في في اطار مسرحي بحت (ديالوج)حتي غلب عليهاالحوار السردي الخالي من الفعل المسرحي. باستثناء طرق القاضي علي المنصة وضحك الجمهور… فاهتم الكاتب بالحوار واغفل جماليات القصة القصيرة من خيال. وصورة. والعبرة. والعظة.. والاهم جاءت القصة خالية من الصراع والحبكة الدرامية.. مجرد حوار في محكمة بين قاض ومتهم وهو حوار بعيد عن الواقع بطبيعة الحال.. حتي حال تقديمة علي خشبة المسرح فسوف يكون اداء رتيبا وغير مقبولا في عصرنا هذا القائم علي الايقاع السريع والتويتات… فلا تصاعد درامي ولا ذوروة………. ♕_ولكن في النهاية فقد بذل الكاتب مجهودا في الكتابة والصياغة والبلاغة. لدية لغة واسلوب صياغة جيد.. صحيح انة من وجهة نظري لم تستغل الاستغلال الصحيح.. فهو ينقصة. العلم برسم الشخصيات ودراسة ابعادها. انصحة بالقراءة الكثيرة لكبار الادباء والقاصين. لينمي قدراتة البنائية في تاسيس وبناء القصة والمسرحية…… وبالتالي فهو يستحق درجة من علي الاسلوب فقط..