سميرة ندير
قالت سفيرة فرنسا بالمغرب إيلين لوغال، اليوم الجمعة بالرباط، إن المغرب منخرط بشكل فعال في النهوض بقطاع التعليم الاولي،الذي يحضى بأولوية قصوى في مخطط النموذج التنموي الجديد.
جاء ذلك خلال افتتاح الدورة الثانية من المناظرة الدولية حول موضوع “آفاق ورهانات تطوير التعليم الأولي على ضوء تعميمه بالمغرب” المنظمة من طرف كلية علوم التربية بشراكة مع المعهد الفرنسي بالمغرب وجامعة محمد الخامس أكدال الرباط.
وأبرزت السفيرة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش المناظرة التي تنظم على مدى يومين تحت شعار “تعليم أولي ذو جودة من أجل مدرسة للقرن الواحد والعشرين”، “أن فرنسا شريك أساسي للمغرب وهناك اتفاقيات متعددة في مجال التعليم وخصوصا التعليم الاولي، وهذه الشراكة تمر عبر هذه الندوات التي تهدف الى تقاسم التجارب بين الممارسين في القطاع والمربيين والأساتذة الباحثين الذي اشتغلوا على هذا الموضوع لسنوات طويلة “.
وأضافت لوغال “فرنسا تشجع الخطوات التي قطعها المغرب في تعميم التعليم الاولي ومحاربة الهدر المدرسي في كافة ربوعه”،مشددة على أن التربية تدخل في صلب الطفرة التنموية التي يعرفها المغرب.
واعتبر نائب رئيس جامعة محمد الخامس اكدال الرباط عمر حنيش، في كلمة خلال الندوة، أنه “بعد الاشواط الهامة التي قطعها المغرب في ما يتعلق بتعميم التعليم الاولي، الآن يمكن الحديث عن كيفية تأهيل و الإرتقاء بالتعليم الاولي”، مضيفا “أكدت العديد من الدراسات ان مرحلة التعليم الأولي تنعكس على المسار الدراسي للشباب، والمغرب انخرط في العديد من البرامج لتعميم التعليم ومساعدة الأسر في وضعية هشاشة لتعليم ابنائها،لأننا نعتبر ان هذا الإستثمار أساسي لربح رهان التنمية”. ولفت إلى أن “النتائج المسجلة بارزة ومشجعة”، معربا عن التزام الجامعة بتأهيل التعليم الاولي من خلال الندوات التي تنظمها واستضافة الباحثين من المغرب والخارج وخلق تخصصات مرتبطة بالتربية والبحث في مجال علوم التربية.
بدوره، أكد الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة يوسف بلقاسمي على أن الإستثمار في التعليم الاولي هو أعظم ما يمكن للأمم ان تستثمر فيه من أجل رفع قدرات رأسمالها البشري.
واستحضر المتحدث “الرؤية الملكية الواضحة في هذا الإتجاه والتي تجعل من التعليم الاولي تحديا للمستقبل، كما ان النموذج التنموي الجديد والبرنامج الحكومي يذهبان في نفس الإتجاه”،مسجلا أن “المغرب حقق نتائج جيدة في محاربة الهدر المدرسي كنتيجة لعمل دؤوب قامت به الوزارة وكافة الفاعلين،والتحدي الان هو تعليم أولي ذو جودة وتكوين المربيين والمربيات من خلال البحث والابتكار والتجديد”.
من جانبه، أبرز عميد كلية علوم التربية بالرباط عبد اللطيف كداي أن التعليم الأولي يشكل رؤية استراتيجية داخل النموذج التنموي الجديد، ويجب تبني سياسات قوية لتكوين الفاعلين والمشتغلين في القطاع، مشددا على ان كلية علوم التربية تضع تكوين الأطفال في صلب اهتماماتها من خلال خلق تخصصات تتعلق بالتأهيل التربوي والبحث المنهجي في علوم التربية”. ويتعلق الأمر بإجازة تمكن الطلبة من تنمية قدراتهم ومداركهم كي يصبحوا متخصصين في التربية الأولية.
تجدر الإشارة ان برنامج هذا المنتدى الذي يعرف مشاركة مهنيين متخصصين وخبراء في مجال التعليم الأولي من فرنسا والمغرب، يتضمن نقاشات وورشات عمل مخصصة للمعلمين.