حميد سامر
لم يخبرونا أن معظم العقول العلمية والإبداعية التي نفخر بها اليوم، تم ذبحها أوتقتيلها أوالتنكيل بها واضطهادها ورميها بالزندقة والإلحاد والمروق من طرف هذا السلف، لأنها فكرت من خارج الصندوق، كابن المقفع، وابن رشد والحلاج وابن سينا والطبري وغيرها من العقول التي يتم الافتخار بها اليوم على أساس أنها إنتاج الفقه التراثي الإسلامي، مدلسين على الناس حقيقة ما أصابها في عصورها البائدة من أذى وتنكيل فاق حد الوصف، لكن عجبي كل العجب كيف تحول هذا التنكيل إلى دين؟ ! وهاكم بعض النصوص التي تؤرخ للفتاوى التي جرت في حينها وزمانها، وجرت من ورائها وبسببها وديان من الدماء الزكية، وأزهقت أرواح، لا لشيء فقط لأنها فكرت من خارج المنظومة السائدة. قال القاضي عياض :(وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر من المالكية على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الإلهيــة والقول بالحلول ، وقوله : ” أنا الحق ” مع تمسكه في الظاهر بالشريعة ، ولم يقبلوا توبته)الشفاء بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص1091.
وقال ابن حجر في حق ابن سينا قد سقت في ” تاريخ الإسلام ” أشياء اختصرتها ، وهو رأس الفلاسفة الإسلامية ، لم يأت بعد الفارابي مثله ، فالحمد لله على الإسلام والسنة .
وله كتاب ” الشفاء ” ، وغيره ، وأشياء لا تحتمل ، وقد كفره الغزالي في كتاب ” المنقذ من الضلال ” وكفر الفارابي)سير أعلام النبلاء ج17ص532 . هذان نصان من مئات النصوص المكفرة والناطقة بالكراهية، والمقام لا يسمح بسردها كلها، وإلا ففي سردها نجد الغرائب والعجائب، البشاعة ثم البشاعة تقدم وتسوق على أساس أنها الحق الذي لا باطل معه، بينما هي في الحقيقة تمثل الباطل الذي لاحق معه، ونتساءل في ما بيننا مستغربين من أين جاءت داعش؟
من أين جاء هذا التطرف؟
والحقيقة أن منابع هذا الحقد وهذه الكراهية وهذا العنف، توجد في ثنايا وطيات تراثنا الفقهي، المليء بنماذج وجب القطع معها قطعا مبرما.
رشيد أيلال مقتطف من مداخلتي في المؤتمر الدولي الثالث حول الدين والهجرة المنظم من طرف مركز الأبحاث والدراسات حول الأمن والإرهاب وكلية االعلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة الحسن الأول بسطات ومجلة حوارات وبدعم من مؤسسة كونراد ايدناور الألمانية