المواطن24
نشر الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والتحليل الأمني شعيب جمال الدين، تحقيقا صحفيا عبر صفحته الرسمية على ”فيسبوك” تحت عنوان ”الديستي والشرطة في عهد الحموشي، ستة عشر سنة تحت المجهر”، تناول نجاح المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني.
وهذا مما جاء في التحقيق: الكثير من المراقبين والمهتمين بالشأن الأمني والإستخباراتي لم ينتبهوا إطلاقا للتحول الجدري الذي وقع بين عهد الملك الراحل الحسن الثاني والملك محمد السادس.
حيث وقع تطور جوهري في أسلوب عمل أجهزة الاستخبارات المغربية شكل قفزة حقيقية فبعدما كان الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله يولي إهتمام كبير للمعلومات المقدمة له من أجهزة إستخباراتية خارجية حسب تصريحه في كتابه ذاكرة الملك ( الصفحة 139) فإن الأية إنقلبت رأسا على عقب منذ السنوات الأولى من ترأس المدير العام السيد عبد اللطيف الحموشي إدارة وكالة المخابرات الداخلية .
حيث شهدت تغييرات وتحولات على كل المستويات ساهمت في رفعها عن جدارة واستحقاق إلى مصاف الأجهزة العالمية هذه الأخيرة أجبرتهم حنكة وإحترافية وقوة الإستخبارات المغربية على الإعتماد بل وضعوا الثقة الكاملة في مصداقية ودقة المعلومة القادمة من الرباط أكثر من تلك المتداولة عادة بين مجموعة من كالات الإستخبارات الدولية.
عبد اللطيف الحموشي مدير المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من أصول تازية تولى هذا المنصب يومه الخميس 15 دجنبر 2005 حيث حظي أنذاك بإستقبال ملكي في سابقة هي الأولى كما أنه يعتبر مستشار أمني للملك محمد السادس. درس في كلية الحقوق والعلوم الإجتماعية سيدي محمد بن عبد الله ( ظهر المهراز ) في المدينة العلمية فاس.
يجمع حاليا بين منصبين أمنين مهمين، حيث يترأس كل من مديرية مراقبة التراب الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني عُرِف بإطلاعه على طريقة عمل خلايا التنظيمات الجهادية، وبإلمامه بالعمل الحركي الإسلامي في المغرب تعلم الأبجديات الأمنية في معهد للشرطة بالقنيطرة بعد تخرجه عين ظابطا و ثم فيما بعد عميدا للأمن عن عمر 27 سنة.
في عام 1993 انتقل عبد اللطيف الحموشي إلى العمل داخل صفوف مديرية مراقبة التراب الوطني، وهو جهاز المخابرات الداخلية المعروف لدى العامة ب (ديستي )، حيث تعامل مع ملفات الخلايا المسلحة خاصة بعد الاعتداءات الإرهابية التي ضربت فندق أطلس آسني بمدينة مراكش صيف عام 1994، بعد تنحية وزير الداخلية السابق إدريس البصري عام 1999، وتعيين الجنرال حميدو لعنيكري على رأس جهاز المخابرات الداخلية، أصبح عبد اللطيف الحموشي من أكبر المتخصصين في دراسة طريقة عمل ما يسمى بالخلايا الجهادية وفي طرق وأساليب مكافحتها، فضلاً عن إلمامه الكبير بتاريخ الحركات السياسية المغربية على مختلف مشاربها .
ظل عبد اللطيف الحموشي محتفظا بنفس المنصب والمكانة حتى بعد تنحية الجنرال حميدو لعنيكري عقب تفجيرات الدار البيضاء 2003 (صورة حصرية للجنرال من موقع التفجيرات رفقة كاتب الدولة أنذاك في الداخلية فؤاد عالي الهمة ) عين مكانه المدير الجهوي للمخابرات المدنية مكتب مدينة الدارالبيضاء أحمد الحراري(صورة حصرية في التعليق الأول) زوالا يومه الخميس 15 دجنبر 2005، أصبح عبد اللطيف الحموشي أصغر مدير عام للمخابرات الداخلية المغربية، حيث تولى هذا المنصب الحساس وعمره لا يتجاوز 39 سنة.
الطفرة النوعية التي عرفها عهد السيد عبد اللطيف الحموشي بخصوص التفوق في الوصول إلى المعلومة الإستباقية العابرة للقارات وتحليلها بشكل معمق وإحترافي بقدر ما جعلت المخابرات المغربية تحتل مكانة متقدمة عربيا وعالميا وتنزع إعتراف مستحق من طرف مسؤولي الدوائر الإستخباراتية العريقة فهي كذالك أثارت غيرة وإمتعاض ناتج عن عدم تقبل هذا النجاح العابر للقارات من بعض الأجهزة الغربية أقصد هنا بالأخص الجناح السئ داخل الإستخبارات الفرنسية، التي حاولت جاهدة وبكل الطرق تشويه سمعة الإستخبارات المغربية عن طريق تلفيق له تهمة إستخدام برنامج بيغاسوس للتجسس بعد إختراقه إئتلاف الصحفي الدولي الذي نشر التحقيق الصحفي المعلوم ( التفاصيل في تحقيقنا الصحفي السابق المعنون بفضيحة بيغاسوس القصة الكاملة). وعلى سبيل المثال لا الحصر هذه بعض نجاحات وإنجازات المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في عهد مديرها العام السيد عبد اللطيف الحموشي .
1) إنقاد المملكة من حمامات الدم في أكثر من مناسبة عبر الإعتماد على إستراتيجية الضربة الإستباقية من خلال تفكيك الخلايا الإرهابية في الوقت المناسب مما أدى إلى الحيلولة دون مرورها إلى مرحلة التنفيذ حيث تم إحباط أكثر مئات الخلايا الإرهابية منذ سنة 2003 .
تكللت هذه المجهودات الجبارة في حماية الوطن من الأخطار الخارجية والداخلية نيل عبد اللطيف الحموشي إلتفاتة ملكية مستحقة بتوشيح صدره بوسام من درجة ظابط بمناسبة عيد العرش 30 يوليوز 2011 ثلاثة أشهر فقط بعد نجاحه في فك لغز تفجيرات مقهى أركانة بمراكش .
2) إنقاذه عدة دول أوروبية من عمليات إرهابية وشيكة كانت ستخلف عشرات الضحايا الأبرياء عبر تقديم المعلومات في الوقت المناسب مما كان يمنع من حدوث الكارثة. هذا التعاون دفع دول أوروبية مثل فرنسا و إسبانيا تقوم بتكريم الحموشي بأوسمة رفيعة المستوى.
عام 2011 باريس توشحه بوسام الشرق من درجة فارس مما يعني تقدير أكبر من التكريم بشهادة مسؤليها . يومه 22 أكتوبر 2014 منحت إسبانيا وسام الصليب الشرفي للإستحقاق الأمني بتميز أحمر ( وسام عالي المستوى) 15 فبراير 2015 الدولة الفرنسية تصلح خطأها في حق عبد اللطيف الحموشي بتوشيحه بأعلى جوائزها وهو وسام جوقة الشرف يعتبر أعلى تكريم في فرنسا يعود تاريخ إحداثه إلى عهد نابليون بونابرت .
في 21 شتنبر 2019 مرة أخرى الجارة إسبانيا تمنحه وسام الإستحقاق الصليب الأكبر للحرس المدني .