[success]المواطن 24 متابعة[/success]
شرعت “شركة ثازيري للإنتاج” في تصوير مسلسلها الجديد “رسائل مرزوق”، بعدسة المخرج طارق الإدريسي لفائدة القناة الأمازيغية، بإحدى القرى التابعة لإقليم الدرويش في منطقة “آيت سعيذ”.
حسب كاتب السيناريو محمد بوزكَو، فإن المسلسل يأتي في سياق اهتمام وطني كبير بالعالم القروي، “منطق الأشياء يفرض اهتماما إعلاميا بالعالم القروي لمواكبة هذه المبادرات، التي تعمدنا ملامستها في مسلسل مرزوق، عبر قصص إنسانية راقية متداولة في منطقة الريف؛ من ضمنها ظاهرة زواج الأقارب التي تعرف انتشارا واسعا في منطقة الريف، ما يتسبب في ارتفاع نسبة الإعاقة، وهو موضوع يغري بالكتابة الدراماتولوجية، ثم ظاهرة اختطاف الأطفال الزهريين وتعريضهم للخطر، وهي ظاهرة حاضرة في كل مناطق المغرب”.
يكشف المسلسل، حسب بوزكو، الاستغلال المفرط للفئات الأمية بالعالم القروي، من قبيل سرقة حوالاتهم البريدية التي تأتيهم من الخارج، ثم نبذ فئات اجتماعية محددة، كما هو حال “حسنة”، “القابلة” التي ينظر إليها كنذير شؤم، أو “موراي” الذي تلصق به شخصية الأحمق ظلما.
حول شخصية موراي، يخبرنا الممثل الفنان ميمون زنون (بطل مسلسل “النيكرو” الذي بث على القناة الأمازيغية سنة 2018)، أن الذاكرة الريفية مثقلة بأسماء كثيرة؛ من المجاذيب (مينون) الذين بصموا المتداول اليومي بالريف، لذا تحمس كثيرا لدور موراي، فعبره سينقل هذه الذاكرة المتميزة رفقة سلحفاته “زغندليج” وأغانيه التراثية التي لا ينضب معينها.
في مسلسل “رسائل مرزوق”، يشارك الممثل وكاتب السيناريو بنعيسى المستيري، الذي تعرف عليه الجمهور من خلال شخصية “عبد القادر” في مسلسل “ميمونت”، الذي طبع المشهد السمعي البصري المغربي، بعدما استوقفه البناء الدرامي للمسلسل الجديد انطلاقا من ممارسته الكتابية، إذ شكل هذا العمل قالبا دراميا محكما يشد المشاهد، وينساب بين ظواهر اجتماعية عميقة، ويسلط الضوء على آفات مجتمعية متجذرة في البادية المغربية، ويعمل بحس فني عال على تحديد مصادرها ثم مجابهتها.
كل تلك الظواهر استوقفت “مرزوق” ساعي البريد (يقوم بأداء هذه الشخصية الممثل المقتدر عبد الواحد الزاوكي) حين تم تعيينه في قرية نائية تعج بالمشاكل، في مواجهة حجم الظلم و”الحكرة” التي يتعرض لها سكان “تمرابط ن وزو”، لهذا دفعه ضميره الحي إلى مواجهتها بأي طريقة كانت ولو بمخالفة القانون، ما سيقلب حياته رأسا على عقب.
في هذا العمل، استحضر الكاتب قصصا إنسانية جانبية ومكملة، لها بعدها الدلالي والتربوي أيضا، من بينها شخصية “حسنة” التي تتهم بأنها نذير شؤم، و”الحاج إدريس” الرافض لأي مس برجولته رغم العطب الذي ألم بها.