لحسن كوجلي
مشهد غريب جدا يتصنع بسهل تادلة هذه الايام التي غاب فيها المطر بشكل مخيف للغاية، بحيث يبصر فلاحوا المنطقة واد أفورار ممتلئ بالمياه عن اخره دون ان يستفيدوا منه رغم كون زراعتهم ماضية نحو التلف. ومما زاد من قلق بعض الفلاحين، قيام بعض المسؤولين عن قطاع مياه الري بافورار بتلحيم ما يسمى عند الفلاحة ب ” الكريك ” مفصل شريان المياه الذي يربط القناة الرئيسية باقلها حجما، خلافا لما كان يعمل به ابان الاستعمار الفرنسي وبعده، حيث كان يترك للفلاحين حصة قليلة من المياه تجري في القنوات لتستفيذ منها البهائم والطيور والاستعانة بها لسقي بعض المزروعات المنزلية.
ونظير هذه الافعال التي ذكرت آنفا، لم يجد بعض الفلاحين الذي لا يمتلكون ابارا جوفية، سوى البحث عن اساليب ترقيعية، ليس لانقاذ زراعتهم من الهلاك وانما فقط لزرع بعض الامل في نفوسهم، ومن بين هذه الأساليب التي رأيتها شخصيا لأول مرة في حياتي، هو عند قيام فلاح بسقي مساحة واسعة من أرضه مغروسة بالشمندر بواسطة صهريج متنقل ” سيتيرنا ” يملأها من صنبور مياه الشروب، واخر ينقل على بدنه مياه ثقيلة لسقي اشجار زيتون حديث الغرس.
ويطالب بالمناسبة بعض الفلاحين من المسؤولين، فرض على اصحاب الآبار الجوفية قانون تزويد جيرانهم من حصة المياه، خصوصا من اؤلئك الذين تتواجد ابارهم بمحادات اراضي الجيران ، لاعتبار المياه الجوفية بلا شك ستكون في الاصل مشتركة في العمق. ويعيش سد بين الويدان بإقليم أزيلال ( 1,5 مليار متر مكعب ) الذي يسقي سهل تادلة وتم الاضافة اليه مساحات اخرى شاسعة بإقليم قلعة السراغنة اسوا مراحله منذ عقود، بعدما لم يعد يحمل في مخزونه سوى اقل من حوالي 12٪ .