عبد الفتاح تخيم
كان بلاغ الديوان الملكي المصدر الاول والوحيد للخبر ، ولم يكن مجرد إخبار باتصال هاتفي بأبوي الفقيد وتعزية فقد كان المصدر الاول والوحيد للخبر.
متعارف عليه انه من عادة الملوك يتفادون ان يتقلوا بصفة شخصية الاخبار السيئة الى رعاياهم ومواطنيهم، لكن الملك قرر ان يفعل ذلك شخصيا في ختام خكاية ريان الحزينة.
وقد كان بالإمكان أن يعلن وزير الصحة او الداخلية صعودا الى رئيس الحكومة عن خبر الوفاة.
وبعد ذلك بساعات يصدر بلاغ تعزية ملكية.
لكن الاختيار الملكي كان بان يعلن محمد السادس الخبر الحزين.
هو رد فعل انساني في العمق، صادر عن رجل تتبع اولا باول تفاصيل عملية الانقاذ، وعاشها بكل جوارحه، ولذلك كان واحدا من الناس الذي سارع لان يتقاسم مع الناس الاخرين أحزانهم.
كثيرا ما قال الملك في خطبه انه يشعر بابناء المغاربة كما يشعر بابنائه، وما حدث أكد ذلك و كان تصرف رب عائلة كبيرة، من اللحظات الاولى لعملية الانقاذ، حتى لحظة المأساة.
كل الدولة كانت هناك وكل المغاربة حضروا.
ولو كانت هناك حظوظا اخرى للنجاة لتم استعمالها.
لقد عبرنا مرة اخرى عن انتا عائلة مغربية أصيلة.
وفي أحزان العائلات العريقة يبرز كبير العائلة.
غير أن كونه رمزا للأمة فرض عليه ايضا ان يقوم بدوره وواجباته.. خلال خمسة أيام عبأت الأمة المغربية كافة مواردها الوجدانية في موقف وحدة عاطفية استثنائية، كانت لحظات أمة بامتياز.
وفي لحظات حزن الأمة يتحدث رمز الأمة،ليطمئن ويواسي الأمة.
وذلك ما فعله كبير العائلة ورمز الأمة المغربية.