مريم بوفنان
يعض النظام الجزائري أصابع الندم بسبب قراره الأرعن وقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي- الأوربي متم شهر أكتوبر الماضي، بعدما تبدت الحاجة إليه في ظل الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وهو ما أضاع على الجارة الشرقية أرباحا مهمة كانت ستجنيها شركة “سوناطراك” عبر تمرير الغاز الطبيعي إلى أوربا بدلا من الغاز الطبيعي الروسي.
وبدا جليا عدم واقعية النظام الجزائري في اتخاذ القرارات، وقد جنى على نفسه بما جعله يخسر عائدات 12 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي كانت تضخها شركة “سوناطراك” سنويا إلى أوربا عبر الأنبوب الذي كان يتخلل الأراضي المغربية.
وظهرت الحاجة أكثر لدى إسبانيا، للأنبوب المغاربي الأوربي، إذ يتوقع نقص حاد في الغاز الطبيعي في أوربا التي انحازت إلى أوكرانيا التي تواجه حربا شنتها عليها القوات الروسية، بما يعطل إمدادات الدب الروسي من هذه المادة الطاقية إلى القارة العجوز.
ويجني النظام الجزائري نتائج عداوته العمياء للمغرب، بعدما كان الرئيس عبد المجيد تبون قرر عدم تجديد عقد أنبوب الغاز المغاربي الأوربي الذي انتهى في منتصف ليلة 31 أكتوبر 2021، ظنا منه أنه بذلك يوجه ضربة للاقتصاد المغربي والحال أن سقط في الحفرة التي حفرها لجاره الغربي.
ويتجذر الخوف لدى حكام الجزائر من لجوء القارة الأوربية كاملة إلى ليبيا من أجل التزود بالغاز الطبيعي بعدما ظهر أن الاعتماد على الغاز الطبيعي الجزائري غير مضمون بسبب مزاجية الـ”كابرانات” وكذا تقربهم على روسيا التي أصبحت في مواجهة العالم بأسره بسبب ما اجتياحها أوكرانيا، كما أفاد موقع “Monde Afrique”.
وتبدو الجزائر أول الخاسرين من الظرفية الحالية ومن السياق الذي يرسم في الحوض المتوسطي، إذ فيما تبحث الدول الأوربية كل السبل للتحلل من التبعية للغاز الطبيعي الروسي، فإن البدائل المطروحة تنحو نحو ليبيا التي تبدو مضمونة مقارنة مع النظام الجزائري الذي اتخذ قرارا متسرعا سرعان ما ارتد عليه بالسوء.