المواطن24-متابعة
حظي المغرب بشرف تنظيم بطولة كأس العالم للأندية المقامة بالمغرب، الممتدة من فاتح إلى 11 فبراير الجاري، والذي افتتحت فعالياته أمس الأربعاء، في حفل وصف بـ”العالمي”، أبرز من خلاله المغرب قيم التسامح وغناه الثقافي.
ولقي افتتاح فعاليات الموندياليتو بطنجة إشادة من طرف متابعي الشأن السياسي الكروي بالمغرب و كرة القدم، لكن بقيت هناك تساؤلات عالقة حول ما سيجنيه المغرب اقتصاديا من احتضانه لهذه التظاهرة العالمية ومثيلاتها.
وفي هذا الصدد، يرى أستاذ الإقتصاد بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط، بنعيسى النحال، أن “هذا اعتراف من الفيفا بأن المغرب له إمكانيات وطاقات لتنظيم تظاهرات رياضية كبيرة، خصوصا بعد المستوى العالي الذي أبانت عنه قطر، حث إن جميع البلدان التي تطمح لتنظيم تظاهرات رياضية في مستوى عالٍ يجب أن تتمتع بمميزات وطاقات تؤهلها لذلك، هذه نتيجة للجهود التي بذلها المغرب طوال سنوات”.
وأوضح النحال، في تصريحه له، أن “تجديد المركب الكبير لطنجة والأشغال التي كانت في مركب مولاي عبد الله بالرباط، كانت هناك أشغال تهيئة لكي يكونا في مستوى تطلعات الفيفا، أي أن الربح الأول الذي سيجنيه المغرب من خلال هذه التظاهرة، يتمثل في تهيئة الملاعب”.
وأشار إلى أن “العائدات الاقتصادية على المغرب تتمثل بدرجة أولى في السياحة، فبعد الإنجاز الذي حققه المنتخب الوطني الذي وصل إلى دور النصف في كأس العالم بقطر، ورأينا كيف أن جميع بلدان العالم حاولوا اكتشاف المملكة والتعرف عليها، ما يعني أنه سيكون هناك شغف، ليس فقط من طرف مشجعي الفرق الكروية المشاركة، ولكن أيضا من طرف السياح الأجانب”.
وفي ما يتعلق بالموندياليتو، يضيف النحال أن “هناك فرقا كروية تمثل جميع القارات، ما يعني أن هذا سيعطي إشعاعا وسيرسل صورة جيدة ويعطي رغبة لمواطني هذه البلدان من أجل زيارة المغرب”.
وذهب المحلل الاقتصادي نفسه بقوله إن “المرحلة الأولى من إشهار وجهة المغرب تمت خلال مونديال قطر، وجاء الموندياليتو كي يكمل ذلك الإشعاع، رغم وجود نقص في التغطية من طرف القنوات العالمية، مثل بين سبورت والقنوات الخليجية والدولية وغيرها، إذ يجب أن نقيم تواجد هذه القنوات أيضا، نظرا لكونها أصبحت تقوم بإشهار غير مباشر للوجهات السياحية”.
وتابع أن الموندياليتو “سيعطي إشعاعا سياحيا للمغرب في كل القارات، علاوة على الحضور الجماهيري الكبير من طرف مشجعي الفرق الكبرى المشاركة، مثل ريال مدريد، إذ من المنتظر أن نلحظ الإقبال منهم، لأن التذاكر لا يعرف لحد الآن هل اشتراها المغاربة فقط أم مشجعو الفرق الأخرى أيضا”.
وأكد المتحدث أن “مباريات هذه الفرق ستنقلها قنوات دولية”، موردا أن “وزارة السياحة يلزمها مواكبة هذا الحدث بكبسولات تعريفية كي يكون للمتلقي الخارجي قابلية لمشاهدة هذه الكبسولات لأن لها ارتباط بمونديال الأندية”.
وأبرز أن “الرغبة في تطوير الرياضة، وكرة القدم بالخصوص، ستعطي دفعة في الأشغال العمومية بالبلاد، لأنه بعد الموندياليتو سينكب المغرب على الإعداد لاستقبال كأس امم إفريقيا لكرة القدم، وسواء حاز المغرب على التنظيم أم لا، فستكون هناك أشغال كبيرة في الملاعب والبنية التحتية للبلاد، وهذه الأشغال ماهي إلا أشغال عمومية ستروج شركات البناء والتجهيز، ما يعني أنها ستخلق فرصا للشغل، حيث سيكون العائد مفيد لاقتصاد البلاد”.
وخلص إلى أنه “إذا أردنا أن تكون لكرة القدم عائدات على اقتصاد البلاد، فيجب على العائلات المغربية بمختلف فئاتها أن تتوجه إلى الملاعب، وهذا لن يتأتى إلا بوجود مرافق عائلية داخل الملاعب و تتطور الكرة، ومن خلال ما سبق تصبح لدينا كرة القدم موردا مهما للاقتصاد الوطني.