[success]المواطن 24-متابعة[/success]
مازال الكثيرون يتذكرون جريمة بشعة كان دوار لهلالات بجماعة الصخور الرحامنة بإقليم ابن كرير، مسرحا لهاتمثلت في إجهاز “محمد.ش” على أفراد من أسرته وحول مقر سكناهم إلى بركة من الدم. وبدا المتهم وهو يمثل أطواره جريمته الشنعاء هادئا، يرد على صفير جموع المواطنين الذين حضروا أطوار تمثيل الجريمة، بابتسامة عريضة.
كان “محمد.ش” الذي لم يكمل تعليمه الابتدائي وانقطع عن الدراسة ليشتغل في رعي الأغنام، يعيش حياة هادئة، مثله مثل باقي أقرانه، وكان يساعد والده في الأشغال الفلاحية.
وبعد وفاة والده، صار يدبر بمعية إخوته الأنشطة الفلاحية من زرع وحصاد وما إليهما. كان كثير الخلافات مع شقيقه “ع” البالغ من العمر 27 سنة، الذي حاول فرض الهيمنة على جميع أفراد الأسرة.
اقتناء جرار… بداية الحكاية
وما زاد من تأجيج الخلافات بينه وبين شقيقه الأكبر، هو اقتناؤ والدته جرارا فلاحيا لشقيقه، فلم يستسغ “محمد.ش” الأمر، وأيقن أن والدته تفاضل بينه وبين شقيقه.
لم يعد محمد، ذلك الشاب الهادئ، الذي يثابر ويكد في نشاطه الفلاحي، إذ لم يعد يعير للأنشطة الفلاحية أي اهتمام، وصار يتمرد على والدته، ويغيب لأيام عن قريته الصغيرة، دون أن يخبر والدته بأي شيء. كان كلما لمح شقيقه الأكبر يقود الجرار، يشعر بالغيرة التي تقطع أوصاله، ما جعله يفكر في تصفية أفراد أسرته بسبب تهميشه.
تخدير الأسرة لتنفيذ المجزرة
خلال اليوم الذي سبق تنفيذ عمليته، توجه “محمد.ش” نحو صيدلية بمركز الجماعة، واقتنى مخدرا للنوم، وناوله لأفراد أسرته ممزوجا بالشاي، بعدما تناولوا وجبة العشاء.
بعد أن أيقن أن أفراد أسرته استسلموا للنوم، توجه نحو المطبخ وأحضر سكينا كبير الحجم، وبادر إلى توجيه طعنات إلى والدته البالغة من العمر 53 سنة، ثم شقيقه الأكبر (ع)، وزوجته البالغة من العمر 24 سنة، وابن أخيه مراد ذي خمس سنوات، في حين قام بقتل شقيقه البالغ من العمر 12 شنقا.
بعد أن نفذ جريمته النكراء، جلس محمد منزويا في ركن من البيت، ودخن سيجارته، ثم توجه نحو المطبخ، وأعد كأس شاي ثم تناوله، وكأن شيئا لم يقع.
في صباح اليوم الموالي، شرع “محمد.ش” في غسل جثث الضحايا، ووضعها واحدة إلى جانب الأخرى.
تمكن “بدر”، شقيق القاتل البالغ من العمر 21 سنة، من الكشف عن الجريمة، إذ أثناء عودته من البيضاء لزيارة والدته، فوجئ بعد طرق الباب بعدم وجود أي رد. لكن ما هي إلا لحظات قليلة، حتى هاجمه شقيقه بسكين، ووجه إليه طعنتين إلى البطن، ما جعله يستنجد بأعلى صوته، قبل أن يلتحق به عدد من الجيران، الذين حاصروا المتهم، وتم نقل الضحية نحو المستشفى الجامعي ابن طفيل بمراكش، إذ ظل لمدة طويلة بقسم العناية المركزة، نظرا لخطورة الإصابة.
ظل (م) محاصرا من قبل الجيران، إلى أن حلت عناصر الدرك الملكي، إذ تم إيقافه. وقبل نقله إلى مركز الدرك الملكي بابن جرير، لمباشرة مسطرة الاستماع إليه بخصوص محاولة القتل، تم التوجه نحو المنزل لإحضار بطاقة تعريفه الوطنية، لتكون صدمة عناصر الدرك الملكي قوية، وهي تكتشف الجثث.
ظل “م” صامتا لأزيد من ربع ساعة، لا يجيب عن أسئلة الدركيين الذين ولجوا المنزل، ليتم ربط الاتصال بالنيابة العامة، وكذا القيادة الجهوية للدرك الملكي.
وحضرت عناصر مصلحة التشخيص القضائي بالقيادة الجهوية للدرك الملكي، وتم مسح مسرح الجريمة، وجرى حجز قنينتين لمادة مخدرة.
وجرى نقل الجثث نحو مستودع الأموات بباب دكالة قصد تشريحها وفقا لتعليمات النيابة العامة، وإجراء بحث مع المتهم قبل تقديمه أمام النيابة العامة، التي أحالته على قاضي التحقيق، الذي خلص إلى متابعته من أجل ما نسب إليه، وإحالته على غرفة الجنايات الابتدائية التي قضت بمؤاخذته من أجل ما نسب إليه، والحكم عليه بعقوبة الإعدام.