عبد الفتاح تخيم
تتواصل ردود الفعل والتحليلات الإيجابية بخصوص الدينامية الجديدة التي تشهدها العلاقات بين إسبانيا والمغرب، حيث تفاعلت العديد من الدول والمؤسسات والشخصيات المعروفة على المستوى الدولي مع الموقف الجديد لمدريد والذي عبرت من خلاله عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية والتي اقترحتها المملكة منذ 2007.
وفي هذا الصدد، أشادت مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، التي تتخذ من إشبيلية مقرا لها، بالدينامية الجديدة التي تشهدها العلاقات بين إسبانيا والمغرب.
وأوضحت المؤسسة، في بلاغ لها أول أمس الخميس، أن « إسبانيا والمغرب قاما بتدشين مرحلة جديدة في العلاقات التي تجمعهما، تاركين وراءهما وضعا خلافيا لم يكن يخدم مصلحة أحد. إسبانيا والمغرب جاران، صديقان وحليفان استراتيجيان، والعلاقة الجديدة التي نشأت ينبغي اعتبارها بمثابة فرصة ستمكن البلدين من الاستمرار في الاستناد إلى روابطهما التاريخية والتفاهم الجيد، من خلال تدعيم الثقة المتبادلة وتكثيف العلاقات الثنائية ».
وأضاف البلاغ ذاته أن « جهة الأندلس على وعي كامل بأهمية العلاقات الجيدة بين إسبانيا والمغرب وبالعمل من أجل تفاهم أفضل، لذلك فهي ممتنة لهذا اللقاء الجديد بين الضفتين بعد مرحلة صعبة ».
وأشارت المؤسسة، عقب اجتماع اللجنة الدائمة لمجلسها الإداري برأسه أندري أزولاي ووزير الرئاسة والإدارة العمومية والداخلية بحكومة إقليم الأندلس، إلياس بندودو، أن جميع الأوجه التي تشكل أهمية خاصة بالنسبة لإسبانيا والمغرب، من قبيل تدفقات الهجرة، الأمن، العلاقات التجارية، العلمية والجامعية، حماية البيئة، السياحة، الصيد البحري والفلاحة، هي أيضا مهمة بالنسبة لإقليم الأندلس.
وحسب المصدر ذاته فإن « حكومة الأندلس جعلت دائما من البحث عن علاقة أفضل مع جارنا وصديقنا الجنوبي في مقدمة أهدافها »، مؤكدا أن هذا الهدف يشاطره المغرب أيضا.
وعلى هذا الأساس أحدثت حكومة الأندلس والمملكة المغربية، يضيف البلاغ، منذ زهاء ربع قرن، مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، بناء على « قناعة مفادها بأن الأندلس عليها الاضطلاع بدور مميز في مشروع يثمن جارنا وصديقنا الجنوبي ».
وفي هذه المرحلة الجديدة والمهمة في العلاقات القائمة بين المغرب وإسبانيا، يقول البلاغ ذاته، « فإن البلدين مدعوان إلى البحث عن مساحات للتفاهم والتفكير ستمكنهما من رؤية طويلة المدى، قصد القيام سويا برفع تحديات الحاضر والمستقبل. هذه المساحات التي تمنح التعاون الإسباني-المغربي التماسك الشامل، النابع من رؤية تكاملية، إنسانية وثقافية ».
وأضاف البلاغ أنه « في مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، نعتقد أنه لا يوجد سبيل للدخول في هذه المرحلة الجديدة أفضل من المؤسسة نفسها، والتي اضطلعت منذ إنشائها بدور مهم في العلاقات بين البلدين وضفتي الحوض المتوسطي ».
وختم بلاغ المؤسسة بالقول : « نريد الاستمرار في أن نكون بمثابة فضاء للقاء بين إسبانيا، الأندلس والمغرب. نحن مدعومون بتقاليدنا ومكانتنا الدولية والتزامنا بالسلام والحوار والتفاهم بين الشعوب، ولكن قبل كل شيء بكوننا مؤسسة فريدة في العالم تريد أن تضطلع بدور رئيسي في هذه المرحلة الجديدة ».