سناءكباسي
” كل حياة تحتوي على ملايين القرارات. بعضها كبيرة، وبعضها صغيرة. ولكن في كل مره يتخذ فيها قرارًا، تختلف النتائج “.
_ كثيرًا ما تخلل شعور الندم إلى بعضنا، والبعض الآخر له من الإدراك والإيمان ما يكفي ليعرف أن الندم هو وهم غابر يعكر رؤيتنا فنضل الطريق. وهنا مكتبة منتصف الليل ستعطيك الفرصة لترى كل القرارات التي ندمت عليها لو كنت إتخذتها حينها أو تراجعت عنها ماذا كان سيحدث.
_ هل الندم شيء راسخ في حياة البعض؟ حتى القرارات التي ندموا عليها حين تأتيهم الفرصة للعودة إليها والرجوع عنها سيندمون عليها لاحقًا ايضًا؟.
إيمانك من كفرك بالأكوان الموازية هنا لن يفرق في شيء، فلا إجابة منطقية تفسر رحلة تلك الرواية.
_ لكل مكان قواعد، وقواعد مكتبة منتصف الليل هي :
1- الزمن معطلًا، وإذا أنكسرت تلك القاعدة فيعني زوال المكتبة.
2- الكتب ثمينة. عليك معاملتها بحذر.
3- لا يمكنك إنتقاء الكتاب ذاته مرتين، ففي كل مرة تختار فيها كتابًا لا يمكنه العودة إلى الرف.
الحياة عبارة عن الكثير من القرارات، منها الكبيرة والصغيرة الخادعة بأنها صغيرة وهي يُمكنها تحديد مسيرة الحياة، وفي المكتبة هنا كل القرارات التي لم تتخذها أخذتها في حياة آخرى بحكاية مختلفة دونت في كتاب مقره هنا.. في مكتبة منتصف الليل.
” لديك عدد لا نهائي من الحيوات التي تستطعين الاختيار بينها ما دام الوقت في مكتبة منتصف الليل يظل عند منتصف الليل “.
_ كان شعور الوحدة المنزوي جانبًا لتفاقم شعور أن الحياة سوف تتجه نحو الأسوأ كفيلًا بإنتقال الروح إلى المكتبة، فكانت المكتبة بالنسبة إلى نورا ” عبارة عن مأوى متحضر صغير “. كانت نجمة تحتضر، علاقتها بشقيقها قد انقطعت لخذلانها له، لم تعمل بدراستها، لم تتزوج الشخص الذي ظنت أنه مناسب، اقنعها اكتئابها بأنها لا تستحق السعادة، وبعد كل تجربة حياة من كتب المكتبة كانت تشعر بنفس الخيبة والندم فتعود. ففي حياة منهم كان شقيقه قد فارق الحياة لأنها لم تخذله حين إتخذت نفس القرار الذي اتخذته في حياتها الأساسية.
” هذه هي الحياة التي كانت في حداد عليها. هذه هي الحياة التي ندمت أنها لم تعشها “.
” ما دامت الكتب وجدت على الرفوف فلا يمكن لك أن تكوني عالقة. كل كتاب يمثل مهربًا محتملًا “.
_ المكتبة ليست الوحيدة، ولا نورا هي الحالة الاستثنائية. يوجد من المكتبة أماكن تختلف في الهيئة لكنها تعطي نفس الاشياء، يوجد الكثير من العابرون مثلها يحتاجون إلى العودة لكل أحلامهم لتجربتها، ويكون المكان حسب شغفهم من الهوايات، فلو كانت تلك الرواية فيلم لكان بدل المكتبة قاعة سينما أو متجر شرائط فيديو وظهرت حالة كتلك في أحد الكتب التي عاشتها نورا. وهذا الاختيار يظهر لي مدا ذكاء الكاتب، واذا في يوم تحولت تلك الرواية إلى فيلم اتمنى أن يتعامل معه بنفس الذكاء ولا يجعله مكتبة منتصف ليل ليوازي بين شغف القراءة و المشاهدة.
_ رأيي بالترجمة هو أني لم أشعر بأنها ترجمة من الأساس وهذا يُعبر عن براعة المترجم وقوة إدراكه ويستحق الشكر والامتنان على هذا الشعور الذي ربطني بالرواية أكثر. ذلك النوع من الروايات هو نوعي المُفضل لكنِ لم أحب رواية كما أحببت هذه.
” بين الحياة والموت هنالك مكتبة، وفي تلك المكتبة تمتد الرفوف بلا نهاية. كل كتاب يمنح فرصة لتجربة حياة أخرى “.
الكاتب: مات هيغ
المترجم: محمد الضبع
دار: عصير الكتب