[success]المواطن 24/إدريس سحنون[/success]
مع توسع مدينة خريبكة وازدياد أعداد وسائل النقل على اختلاف فئاتها وأشكالها وأحجامها، وفي غياب عقوبات زجرية لمخالفات المرور المتعلقة بإساءة استعمال منبه وسائل النقل، وغض شرطة المرور الطرف عن السائقين الذين لا يتورعون عن استعمال المنبهات المزعجة عند كل صغيرة وكبيرة ازدادت ظاهرة إساءة استعمال المنبه في الشوارع العامة وفي كل مكان وخاصة بشارع محمد السادس وشارع مولاي يوسف وزنقة مراكش …
ومما ساهم في تفاقم نتائج التلوث السمعي المتواصل، والمزعج أن بعض المستهترين من الشباب الطائش يقضون ساعات طوال يتجولون بسياراتهم بالشوارع الرئيسية، مستعرضين تفننهم في استعمال كوابح سياراتهم دون داع إلى ذلك، وبراعتهم في اختيار الموسيقى الصاخبة، أو قل الضجيج المنظم وغير من المنظم من الأغاني الشعبية الممزوجة بأصوات المنبهات علهم يلفتون أنظار المارة وخاصة الفتيات… وشرطة المرور عنهم غافلة.
ويحدو حدوهم آخرون باتوا مدمنين على استعمال المنبهات الأشد ازعاجا وكأنه حق من حقوقهم.
ومما زاد الطين بلة تزامن هذه الظاهرة مع عنف سيارات الشرطة والقوات المساعدة التي لا تنفك هي الأخرى تخترق الشوارع بمنبهاتها القوية، خاصة قبيل الساعة الثامنة مساء موعد إغلاق المحلات التجارية كخطوة احترازية لمواجهة كوفيد 19.
قضيت سنة كاملة بكندا، يقول أحمد، لم أسمع فيها ولو مرة واحدة صوت منبه سيارة أجرة أو إسعاف أو شرطة أو أي نوع من وسائل النقل، لأن الدولة الكندية ومواطنوها واعون كل الوعي بعواقب الأصوات المزعجة باعتبارها من أخطر أنواع التلوث التي تقف خلف مجموعة من الأمراض العصبية وأوجاع الرأس وطنين الأذنين وغيرها.
وعدت إلى المغرب ـ أردف أحمد ـ لأعيش موقفا غريبا لم أشهد مثله أو لعلي لم ألق لمثله بال وهو أن أحد سائقي السيارات أطلق منبهه عاليا صاخبا ليلفت نظر شرطي المرور، مطالبا إياه بالعمل على فتح الطريق والأغرب أن الشرطي تظاهر بأن المنبه لا يهمه والضجة لا تقلق باله.
إن العمل على الحد من التلوث الصوتي المنبعث من منبهات وسائل النقل يتطلب تضافر كل الجهود من أجل مواجهة ظاهرة إساءة استعمال المنبه بكل حزم وعزم بدأ بتنظيم شرطة المرور بمعية المجتمع المدني حملات وطنية توعوية موسمية أو دائمة توضح أضرار إساءة استعماله على الآخرين، والحالات القصوى التي يسمح فيها به شريطة أن يكون غير مزعج والتفكير في السبل الكفيلة بمساعدة المدمنين عليه الذين ما فتئوا يستعملونه عند تحية أصدقائهم وعندما يستشيطون غضبا من تصرفات غيرهم من الراجلين أو السائقين في سباق مع الإشارات الضوئية وفي كل المناسبات بما فيها التافهة والمخلة بالحياء ومروءة السياقة.
ولن تنجح هذه الحملات ما لم تتخذ الجهات المسؤولة قرار تطبيق مختلف العقوبات الرادعة على المستهترين من غرامات مالية وسحب الرخص ومصادرة السيارات إذا لزم الأمر.