[information]المواطن -24-متابعة[/information]
تتواصل المسافة بين المغرب والصين في التقلص سنة بعد سنة، إثر عدد من الشراكات الاستراتيجية التي قادها الملك والزعيم الصيني بداية من طريق الحرير إلى الاتفاقيات التجارية والاقتصادية، آخرها إعلان مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، والمجموعة الصينيةHubei Forbon Technology عن توقيع اتفاق من أجل خلق مشروع مشترك في مجال البحث والتطوير بهدف تطوير حلول أسمدة من الجيل الجديد والفلاحة الذكية “سمارت أغريكولتور”.
هذا المشروع المشترك ستكون حصصه مشتركة بالتساوي (50 بالمائة) بين المجموعتين، ويعمل في مجال البحث والتطوير، يهدف إلى تطوير أجيال جديدة من الأسمدة، وكذا النهوض بـ “سمارت أغريكولتور”.ويقع في منطقة “إيست لايك” الخاصة بتطوير التكنولوجيات الحديثة بووهان الصينية، سيستفيد من امتياز الولوج إلى نظم الابتكار الصينية، والتي تعد اليوم أحد أكثر الأنظمة حيوية في مجال البحث والتطوير المرتبط بالقطاع الفلاحي، وفق بلاغ أصدره المكتب الشريف للفوسفاط.
المشروع جاء بعد سلسلة اتفاقات تحمل في طياتها نقط استراتيجية تهم التقارب المغرب الصيني في أعلى مستوى، لعل أبرزها اللقاح الصيني الذي طوره مختبر سينوفارم بتعاون مع عدد من الدول منها المملكة المغربية التي شاركت في التجارب السريرية شرط الاستفادة من التجربة والحصول على ما يلزم لتحويل مشروع مغربي في طنجة إلى منصة إفريقية للقاحات، والذي تلته برقية ملكية بمناسبة العيد الوطني للصين جاء فيها تنويه الملك محمد السادس “المستوى الرفيع الذي بلغته علاقات الصداقة التي تربط بين بلدينا، والتي نسجل كواحد من تجلياتها ذلكم التضامن والتعاون المثمر والوثيق الذي يطبع عملهما المشترك خلال هذا المنعطف التاريخي الذي يشهده عالمنا اليوم”، حسب نص البرقية.
أما الاتفاق الأهم والذي يزيد من مكانة المغرب وأهميته للدبلوماسية الصينية ومشاريعها العملاقة، هو خطة إحياء طريق الحرير التجاري الذي ستكون المملكة بوابته الغربية وجسر الربط بين إفريقيا المطلة على المحيط الأطلسي والجنوب الأوروبي الذي توجد فيه أقوى دول القارة العجوز.
ومن جهة أخرى يمكن للمملكة الاستفادة من السياق الدولي خاصة في أوروبا وعلاقتها بالصين، لتطوير العلاقات مع هذا العملاق الرائد تكنولوجيا وتجاريا، إذ تحضر الدول الـ27 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لفتح الطريق للتوصل لاتفاق حول الحماية المتبادلة للاستثمارات مع الصين.
كل هذه الاتفاقيات والمشاريع ترهنها عادة المملكة المغربية في علاقتها بشركائها بالموقف من الصحراء، وتطلب الوضوح فإما الاصطفاف مع الرباط أو لا شيء آخر، لذلك فإن التقارب وتقليص المسافة من بكين يمكن أن يصل إلى مرحلة تصبح فيها الفرصة سانحة لنيل اعتراف رسمي بمغربية الصحراء يزيد من قوة موقف المملكة في مسارها لتسوية الملف أمميا.