نورالدين كودري
وصلت، يوم أمس الثلاثاء، 6 طائرات إلى قطر قادمة من المغرب، محملة بعدد كبير من أنصار المنتخب الوطني لكرة القدم، والذين حلوا بالديار القطرية من أجل متابعة مباراة اليوم الأربعاء، التي ستجمع المنتخب المغربي بنظيره الكرواتي، حيث من المفترض أن تكون تلك الطائرات أقلت ما يقارب 1600 شخص.
ووجد عدد كبير من المشجعين أنفسهم أمام عدة مشاكل، من أبرزها الاكتظاظ الكبير الذي شهده مطار حمد الدولي بقطر، بسبب وفود المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم، ووصول عدد كبير من الطائرات في التوقيت نفسه، وهو الأمر الذي جعل عددا من أنصار المنتخب الوطني يقضون زهاء 4 ساعات، قبل مغادرة المطار.
كما تم إخضاع عدد كبير منهم لتفتيشات دقيقة، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة من طرف السلطات القطرية. غياب السكن وجد عدد كبير من أنصار المنتخب المغربي صعوبة في تأمين السكن، بسبب امتلاء الفنادق بقطر، وصعوبة تأمين سكن خاص في الديار القطرية، بسبب التكلفة الباهظة، حيث اضطر عدد من المشجعين إلى الاشتراك في ما بينهم، من أجل حجز غرف مشتركة، وفي مناطق بعيدة جدا عن قلب العاصمة الدوحة. وعبر عدد كبير من أنصار المنتخب الوطني عن امتعاضهم من ارتفاع أسعار الفنادق وكراء الشقق السكنية، ما دفع بعضهم إلى التواصل مع السفارة المغربية بالدوحة، وأيضا الجالية المقيمة في قطر، من أجل المساعدة في إيجاد سكن ملائم يقضي فيه المشجعون أيام المونديال.
ورغم تواصل الأنصار مع بعض المؤسسات والفنادق والغرف التي أعلنت عنها اللجنة المنظمة، إلا أن وصول المشجعين المغاربة في وقت متأخر إلى الأراضي القطرية، جعلهم يجدون أن تلك المقترحات والعروض التي قدمتها اللجنة المنظمة نفدت.
الاختناق المروري رغم الوسائل التي وفرتها قطر من أجل احتضان كأس العالم لكرة القدم، خصوصا في ما يتعلق بالبنيات التحتية، إلا أن الجماهير المغربية ومناصري الدول الأخرى وجدوا صعوبة في التنقل، سيما الأشخاص الذين قرروا عدم الاعتماد على ميترو الأنفاق.
إذ إن شوارع قطر تشهد اختناقا مروريا رهيبا، بسبب العدد الكبير للعربات، وأيضا تخصيص ممرات خاصة لمرور المنتخبات المشاركة في المونديال وكبار الشخصيات، الأمر الذي زاد من حدة الاختناق المروري، ما دفع اللجنة المنظمة إلى مطالبة الجماهير باستعمال «الميترو» في التنقلات، وعدم اللجوء إلى المركبات أو سيارات الأجرة لتفادي هذا الاختناق، غير أن عددا من المشجعين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى التنقل في سيارات الأجرة، بسبب بعد نقاط «الميترو» عن مواقع سكنهم.
التذاكر الإلكترونية
يواجه بعض المتفرجين حاليا مشكلة في الوصول إلى تذاكرهم عبر تطبيق «فيفا تيكيت»، ومن بينهم عدد من أنصار «الأسود» والذين عبروا عن امتعاضهم وتذمرهم من عدم اشتغال التطبيق بشكل مناسب، وذلك على بعد ساعات قليلة من انطلاق المباراة التي ستجمع المنتخب المغربي بنظيره الكرواتي، صبيحة اليوم الأربعاء. واضطر الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى الخروج ببيان يوضح الأمر، والذي جاء فيه «الفيفا يعمل على حل المشكلة، في غضون ذلك يجب على المشجعين الذين لا يمكنهم الوصول إلى تذاكرهم المحمولة، التحقق من حسابات البريد الإلكتروني التي استخدموها للتسجيل في تطبيق «Ticketing»، للحصول على مزيد من الإرشادات.
وفي حال عدم تمكن المشجعين من الوصول إلى حسابات البريد الإلكتروني الخاصة بهم، فإن نقطة حل التذاكر في الملعب ستكون قادرة على الدعم.
نشكر المشجعين على تفهمهم، لأننا نعمل على حل المشكلة في أسرع وقت ممكن». مناطق التشجيع عبر عدد من أنصار المنتخب الوطني لكرة القدم عن أنه تم إيجاد صعوبة في تأمين أماكن خاصة للتشجيع في قطر، أو لإحداث تجمعات، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، واقتصار الأماكن السياحية في الدوحة على سوق «واقف» ومركز «البدع» والكورنيش، ويبقى سوق «واقف» هو أكبر مكان يتجمع فيه أغلب المشجعين في المونديال.
وأكد مشجعون، أنه رغم التنظيم الباهر لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بقطر، وتخصيص مناطق للمشجعين»، إلا أن ارتفاع درجة الحرارة، وغياب عدد من الساحات الكبيرة، جعلا عددا كبيرا من الأنصار والمشجعين يقررون التجمع في منطقة سوق «واقف»، والتي تشهد اكتظاظا كبيرا. كما أن ارتفاع درجة الحرارة حد أيضا من تجمعات الأنصار وعدد من المشجعين، الذين يفصلون البقاء في الفنادق، على أن يتم التجول بقطر ليلا. اللغة الإنجليزية اصطدم عدد من مناصري المنتخب المغربي بكون جميع الإجراءات التي تقام في قطر غالبيتها باللغة الإنجليزية، وليست العربية، كما كان يعتقد الكثيرون، وهو أمر أربك عددا من المشجعين المغاربة الذين لا يجيدون اللغة الإنجليزية.
وأكدت مصادر أن أغلب المراكز التجارية والمواصلات يديرها عدد من الأشخاص الأجانب المقيمين في قطر، وأن لغتهم المعتمدة هي الإنجليزية في الدرجة الأولى، وحتى أيضا في الفنادق والمطاعم.
ورغم أن اللغة لم تشكل عائقا كبيرا لعدد كبير من أنصار المنتخب الوطني، خاصة أن غالبية المشجعين الذين حجوا إلى قطر من المغاربة المقيمين في الخارج.