سناء كباسي
تتواصل حاليا، وحتى 20 من شهر مارس الجاري، فعاليات المعرض التشكيلي للفنانة والكاتبة لبابة لعلج بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بمبادرة من رابطة كاتبات المغرب التي تتراسها الأديبة بديعة الراضي، تكريما لنساء مبدعات وفاعلات في مجتمعاتهن،
ناضلن من أجل بناء صرح الحضارات و الثقافات، و ترسيخ قيم الانصاف والحرية، وكذا إسماع صوتهن للخروج من عتمة الظل إلى دائرة النور. افتتح هذا المعرض الجمالي والفني الرفيع بمناسبة انعقاد المؤتمر التأسيسي لرابطة كاتبات إفريقيا الذي
انتخب بديعة الراضي رئيسة، حيث تميز بافتتاحه من قبل وزير والشباب والثقافة والتواصل السيد محمد المهدي بن سعيد، ووزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة السيدة عواطف حيار على رأس وفد رفيع المستوى. و تتوزع لوحات المعرض
التي فاقت الاربعين على محورين ، الأول مخصص لمختارات من أيقونات الفن التشكيلي بصيغة المؤنث، من خلال لوحات أبرزت فيها الفنانة لبابة مسار خالدات مثل فريدا كاهلو، زها حديد،بايا،كاميل كلوديل، نيكي دي سانت فال
،مربم أمزيان،الشعيبية،زهرة الزيراوي، سونيا ديلونايي،إليزابيث فيجي لوبران و أرتيميسيا جنتلسكي إضافة إلى كيمبافيتا،ومايا أنجيلو و ٱنا نزينجا. كما احتفت بمختارات من الأعلام المعاصرة عبر التجارب الاستثنائية لكل من شورنتزغ سوخبات، ووانجيتشي موتو، ويايوي كوساما، وسيندي شيرمان،ويان لوتملان، وميزا . في المحور الثاني لهذا المعرض
، عرضت لبابة لوحات تشكيلية استلهمت فيها نماذج من سيدات العالم اللواتي بصمن الذاكرة الجماعية أمثال بلقيس، مريم العذراء، نفرتيتي، إيزيس،هيميكو،زنوبيا،صافو، السيدة الحرة، زينب النفزاوية،زرقاء اليمامة،فاطمة الفهرية و فاطمة المرنيسي. وعلى صعيد متصل بادرت لبابة لعلج إلى نشر ديوان بعنوان “أيقونات التشكيل بصيغة المؤنث”،
يتضمن عدة نصوص شعرية ولوحات تشكيلية تخليدا لمسار صفوة من المبدعات على الصعيدين الوطني والدولي، وقد قدم نسخته العربية كل من الناقد والأستاذ الباحث عبد الإله رابحي والفنان التشكيلي والناقد شفيق الزكاري. واختارت الفنانة بالمناسبة أن تخوض غمار إشكالية المرأة بين الظل والنور، بكل خلفياتها الفنية والسياسية والتاريخية،
حيث اشتغلت على منجزها بدقة وصرامة وعمق فني ممتع. قدم النسخة الفرنسية الأصلية كل من الأستاذ الباحث حسن الأسعد والكاتب الإعلامي خليل الرايس، وترجمه
إلى العربية الناقد الفني عبد الله الشيخ، و هو تكريم اعتباري لمبدعات موهوبات لم يكن بمقدورهن التعبير عن ذواتهن بحرية. وأكدت الناقدة و الأديبة زهور كرام، حول هذه التجربة أن الإقامة في اللوحة عند لبابة سر فني، ومتعة جذابة، وأعلى مراتب التوحد بالذات، وسر من أسرار الخيال
، واكتشاف يجدد المعنى بالذات، وتوسيع لأفق الأمل، مضيفة أن تقيم المرأة في الخيال، يعني أن تتحول إلى لغة ورمز وأيقونة، وعلى العالم ساعتها، أن ينتظر الاحتمال المفتوح على الدهشة و الاختلاف. وأضافت ان المرأة في لوحاتها فاعلة في جذب الخيال، وفاعلةٌ
في تشييد الرمز، وفاعلة في ترويض القارئ أو المشاهد على التحرر من تبعات وصايا الذاكرة التي تجعل النظرة إليها، تقف عند مفهوم ” المرأة/الموضوع”، حتى تظل لعبة مربحة، وسلعة مُستهْلَكة، وضميرا مغيبا باسم قداسة الذاكرة الجمعية. يذكر أن لبابة لعلج، ابنة مدينة فاس، هي فنانة تشكيلية وكاتبة وعضو رابطة كاتبات المغرب، عشقت الفن منذ نعومة أظافرها،
حيث نظمت العديد من المعارض الناجحة داخل وخارج المغرب، وتوجت مسارها الإبداعي سنة 2019، بحصولها على الدكتوراه الفخرية من قبل منتدى الفنون التشكيلية الدولي. عن مسارها وتجربتها الإبداعية صدرت عدة مؤلفات، منها “بزوغ غرائبي”
، و”عوالمي”، و”المادة بأصوات متعددة”،
و”سيدات العالم: بين الظل والنور” الباحث الجمالي إدريس كثير. فضلا عن مؤلفاتها الأدبية بالفرنسية (كتابات و لوحات)،
منها “أيقونات التشكيل بصيغة المؤنث”، و”شذرات” و”أفكار شاردة”، و”تصوف وتشكيل”، و”ملحون وتشكيل، و”شعر وتشكيل”
، و”همس الصمت”، و” موسيقى و تشكيل ( جزءان)،و”رقص وتشكيل” ( جزءان)، و”العيش مع الذات”، و “العيش المشترك”،
و”الحب و الفن”،و “الموت و الفن “، و “الزمن و الفن”، و “طريق النور”، و “الجمال و الفن”،و “صوت باطني”و”الحقيقة والفن” ..