بقلم محمد كرومي
جسد العفو الملكي على مجموعة من المعتقلين والسجناء منهم الصحافيين و المدونين والفيسبوكيين ونشطاء حقوقيين بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد خطوة إيجابية ورعاية ملكية سامية تعكس بالملموس اهتمام الملك برعاياه المغاربة وبجسد مغرب التسامح وصفحة مشرقة وعند جديد من حرية الرأي والتعبير كما شكل هذاالعفو الملكي ، التزاما من الملك بتعزيز حرية الرأي والتعبير، و مواصلة للمسار الطويل الذي قطعه المغرب، منذ اعتلائه العرش، قبل ربع قرن، من أجل صيانة الحقوق و احترام الواجبات.
إنه يجسد اهتمام الملك وانشغاله بمسألة حقوق الإنسان في شموليتها، والتي يسعى الملك إلى ترسيخها في المجتمع المغربي.. إن العفو الملكي الذي استفاد منه هؤلاء رجال الإعلام الذين ينتمون الى الجسم الصحفي والمدونين والحقوقيين ، هو خطوة تجسد القناعة الراسخة لدى الملك بضرورة تغليب روح التسامح والانفتاح والسير قدما نحو المستقبل بثقة وتفاؤل
ويأتي العفو الملكي في وقت يشهد فيه المغرب تحولات اجتماعية وسياسية هامة. فالمغرب يشق طريقه نحو مصاف الدول العريقة في الديمقراطية، حيث يتسع الوطن لكل أبنائه بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية.
وجاء العفو الملكي استجابة لحس ملكي راق يستحضر أهمية تهدئة الأجواء وتحقيق المصالحة بين مختلف الفاعلين في المشهد الإعلامي والسياسي. إن العفو عن الصحافيين يعد رسالة قوية بأن الدولة تولي اهتماماً كبيراً لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتسعى إلى خلق بيئة تتيح للجميع المساهمة في بناء مجتمع قوي منسجم يشمل جميع ابنائه. كم شكل العفو الملكي الذي أصدره جلالة الملك محمد السادس نصره الله إن العفو الملكي هو التجسيد الحي للإرادة الملكية في مواصلة روح المصالحة والانفراج الذي دشنه الملك محمد السادس منذ توليه زمام السلطة في 1999.
. إنه يجسد كذلك قوة الاستشراف لدى الملك بضرورة التوجه نحو المستقبل بمغرب قوي بكل مكوناته وأبنائه.. من شأن العفو على مجموعة من الصحافيين أن يعزز تموقع المغرب الدولي باعتباره بلد الحريات وحقوق الإنسان، إن العفو الملكي يشكل بحق بداية صفحة جديدة في تاريخ المغرب، عنوانها المصالحة الوطنية الشاملة مع جميع الأطراف والتوجهات السياسية . العفو الملكي يؤكد على إرادة الملك القوية والحقيقية في قيادة البلاد نحو المزيد من التقدم والازدهار، وهي تمثل نقلة نوعية في مسار المغرب نحو تكريس الحريات وتحقيق المصالحة الوطنية.
. إنها خطوة جريئة تستحضر في دلالاتها العميقة المصلحة العليا للمغرب، الذي يشق طريقه بثبات نحو النماء من أجل بناء مغرب جديد، يحقق تطلعات كافة أبنائه في ظل مغرب الحريات والتحديات الكبرى.