توفيق مباشر
بسم الله الرحمان الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) صدق الله العظيم ببالغ الحزن و الأسى و بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ، تلقينا متأخرين نبأ وفاة المرحوم بإذن الله تعالى الحاج محمد مستعد، يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 ، متأثرا بتبعات مرض أصابه في آخر حياته و لم ينفع معه علاج فقدر الله ما شاء فعل.الفقيد لمن لا يعرفه هو الحاج محمد مستعد شخص يُعتبر نموذجاً للإنسان الطيب الخيّر الذي يُعبر عن أسمى معاني الإحسان وطلاقة القلب.
في جماعة مليلة، حيث كانت بداياته متعلقة بحياة بسيطة لكنها ملؤها النوايا الصافية والنية الحميدة لمساعدة الآخرين. من خلال أعماله الخيرية، استطاع الحاج محمد مستعد أن يكون حلقة وصل بين أفراد المجتمع، مطلقاً رسائل المحبة والتعاون بين الناس. تتمحور شخصية الحاج محمد مستعد حول صفتي التواضع والإحسان
. ففي عالم يندر فيه العطاء بسخاء، كان يُظهر لنا كيف يمكن للفرد أن يُحقق تأثيراً إيجابياً من خلال إيمانه العميق بأن العطاء لا يُحصَر في المال فقط، بل يشمل الوقت والجهد والدعم النفسي أيضاً.
كان دائمًا ما يُقدم يد العون للمحتاجين، ويسعى لتلبية احتياجاتهم بدون أن يُظهر على محياه أي تظاهُر أو رغبة في الحصول على الثناء. كانت أعماله تُجسّد فلسفة العطاء بلا حدود.
أحد أهم الأبعاد التي تميّز بها الحاج محمد مستعد هو تواصله الفعّال مع جميع افراد المجتمع. كان يتمتع بقدرة كبيرة على بناء العلاقات، مما جعله محط احترام وتقدير بين مختلف الفئات. كان يجتمع مع الناس في المنتديات والمناسبات الاجتماعية، ويستمع إلى همومهم، مما يمكّنه من فهم احتياجاتهم بشكل أعمق.
يُعتبر هذا التواصل أساسياً لدعم روح المجتمع وبناء الثقة بين أفراده.
حياته كانت مثالاً يُحتذى به في كيفية استثمار الوقت والجهد في سبيل خدمة الآخرين. إن جميع هذه العناصر تجتمع لتصنع صورة شاملة لرجل متواضع، يسعى للإحسان دون انتظار مقابل، ويشعل شعلة الأمل بين الجميع. يُعتبر الحاج محمد مستعد شخصية عظيمة جَسَّدت الصفات النبيلة للإنسانية.
عبر أعماله وإحسانه وتواصله مع المجتمع، ترك أثرًا كبيرًا في نفوس الكثيرين، يُظهر للجميع كيف يمكن للرحمة والتواضع أن يُحدثا فرقًا ملحوظًا في مجتمعنا. ولقد خلف موته حالة من الحزن والصدمة ليس فقط لأسرته و أقاربه بل و لعموم أصدقائه
و جيرانه و معارفه، و ذلك بالنظر إلى طيبوبته و حبه لمسقط رأسه و لجميع أبناء بلدته، و أكيد أن كل من كان يعرفه من سكان جماعة مليلة سيتألم لفراقه فور شيوع هذا الخبر الحزين و خاصة أبناء جماعة مليلة و أصدقائه و زملائه القدامى . و
بهذه المناسبة الأليمة و المحزنة، أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن أبناء وبنات جماعة مليلة بتعازينا القلبية الحارة و بمشاعر المواساة و التعاطف الأخوية المخلصة ، إلى كل أفراد عائلة الفقيد أينما كانوا وعلى رأسهم زوجته و أبناؤه و بناته و و إخوانه
و أخواته ، وكذا إلى باقي أقاربه و أصهاره ، ثم إلى كل جيرانه و أصدقائه القداخى منهم و الجدد، سائلين الله تعالى أن يتغمّد الفقيد العزيز علينا بواسع رحمته و أن يسكنه فسيح جناته ، و ينعم عليه بعفوه و رضوانه آاااااامين
. هذا و أذكركم إخواني أخواتي ، أنه ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مُصيبتي وأخلف لي خيراً منها ) ، إلا آجره الله سبحانه و تعالى في مصيبته تلك ، وأخلف له خيراً منها . أرجو من الله أن يلهم أهل هذا الراحل الطيب و كافة أفراد أسرته الكريمة جميل الصبر و السلوان و السكينة و الأمان و مرة أخرى إنا لله وإنا إليه راجعون …



