المواطن 24 حفيظ الحجلي
تعدّ الإنارة العمومية في شوارع مدينة أسفي من العناصر الأساسية التي تساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين وتعزز من الأمان والسير في الشوارع
. إلا أن تدبير هذه الإنارة لا يخلو من مجموعة من الإكراهات التي قد تعيق تحقيق الأهداف المنشودة. سنتناول في هذه المقالة مختلف جوانب تدبير الإنارة العمومية بمدينة أسفي، والعوامل التي تؤثر سلباً على كفاءتها وفعالية استخدامها.
تحتل مدينة أسفي موقعاً استراتيجياً على الساحل المغربي، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة بحكم تواجدها في مثلت سياحي (مراكش الصويرة أسفي ) .
إلا أن هذا يزيد من أهمية توفير إنارة عمومية ذات جودة عالية، تضمن سلامة السائحين والمواطنين على حد سواء.
لكن تواجه المدينة عدة تحديات في هذا الصدد، منها ضعف البنية التحتية والتمويل المحدود، مما يؤثر بشكل مباشر على كفاءة نظام الكهربة العمومية بالمدينة .
فأحد أكبر الإكراهات التي تعاني منها الإنارة العمومية في مدينة أسفي هو نقص الصيانة الدورية للإنارة بجل تراب المدينة . فالعديد من المصابيح تظل معطلة لفترات طويلة، مما يخلق جواً من عدم الأمان في الشوارع، خاصة في الأحياء التي تعاني من التهميش.
كما أن قلة الموارد البشرية المدربة على الصيانة تساهم في تفاقم هذه المشكلة، فنقص العمال و الإحالة على التقاعد فاقم المشكلات داخل قطاع الكهرباء بالجماعة ، إضافةً إلى أن الأعطاب لا يتم التعامل معها بصورة فعالة .
على الجانب الآخر، فإن التغيرات المناخية تؤثر أيضاً على نظام الإنارة بالمدينة. الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة قد تؤدي إلى تلف التجهيزات، مما يتطلب استثمارات إضافية في الحلول التكنولوجية المقاومة للعوامل الجوية.
يضيف هذا عبئاً جديداً على الميزانية المخصصة للإنارة العمومية ، وهو أمر قد يكون بعيد المنال بالنسبة للمنطقة بالتفكير التقليدي. من جهة أخرى، تعاني إنارة الشوارع في أسفي من ضعف الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة.
إذ لا تزال بعض المناطق تعتمد على الأنظمة التقليدية، التي تستهلك الطاقة بشكل أكبر ولا توفر الإنارة الكافية. بينما تكنولوجيا LED الحديثة يمكن أن تقلل من استهلاك الطاقة بشكل كبير و توفر إنارة أفضل، إلا أن تكلفتها الأولية قد تشكل عائقاً. مما يتطلب تظافر جهود جميع المتدخلين لإيجاد حلول عاجلة . كذلك، هناك إشكالية التواصل مع الساكنة
والتي قد لا تكون دائماً على دراية بالدور الذي يمكن أن يلعبوه في تحسين وضع الإنارة العمومية. فتشجيع السكان على الإبلاغ عن الأعطال والأسئلة المتعلقة بعمليات الصيانة قد يسهم في تحسين الوضع، ولكن يتطلب ذلك وجود قنوات واضحة وفعالة للتواصل.
في الختام، تحتاج مدينة أسفي إلى وضع استراتيجية شاملة لتدبير الإنارة العمومية، تأخذ بعين الاعتبار جميع الإكراهات المعيقة. كما ينبغي أن تكون هذه الاستراتيجية متكاملة، تشمل تحسين
البنية التحتية، زيادة الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز التواصل مع المجتمع المحلي. بهذه الطريقة، يمكن للمدينة أن تضمن توفير إنارة آمنة وفعالة، تنعكس إيجاباً على جودة الحياة فيها. فهل
التركيبة الجديدة للمجلس البلدي لأسفي بقيادة الرئيس إلياس البداوي قادرة على رفع هذا التحدي وإخراج حلول عملية حديثة بشراكة مع المجالس المنتخبة الأخرى كالمجلس الإقليمي وكذا مجلس الجهة لجعل صيف 2025 صيف مضيئ .



