“رالي القراءة” بحطان… موعد جديد للاحتفاء بالثقافة والإبداع

أقيم الحفل بخزانة مدينة حطان في أجواء مفعمة بالحيوية والتفاعل الثقافي والفني، بحضور نخبة من المثقفين والفنانين والفاعلين الجمعويين، الذين جاؤوا للاحتفاء بالقراءة باعتبارها ركيزة أساسية لبناء الوعي وترسيخ قيم المواطنة الثقافية.

استُهل الحفل بترديد النشيد الوطني المغربي في لحظة رمزية عبّرت عن الاعتزاز بالهوية الوطنية، أعقبتها كلمات افتتاحية لممثلي الجهات المنظمة. حيث أكد المدير الإقليمي للثقافة على أهمية الملتقى في ترسيخ عادة القراءة وتشجيع المبادرات الثقافية المحلية، مشيراً إلى دعم الوزارة لمختلف الأنشطة الإبداعية عبر ربوع الإقليم.

من جانبه، أبرز المدير الفني للملتقى الدكتور بوشعيب المسعودي الأبعاد الفكرية والتنظيمية لهذا الحدث، مبيّناً أنه يروم تحفيز الأجيال الجديدة على القراءة من خلال مقاربات تربوية مبتكرة. كما أكد ممثل الجمعية المغربية للثقافة والفنون على دور الملتقى في نشر الوعي الثقافي والفني، فيما عبّر رئيس المجلس الجماعي عن فخره باحتضان المدينة لهذه التظاهرة واستعداد المجلس لمواصلة دعم المبادرات الثقافية.

وشهد الحفل عرض شريطٍ توثيقي لأبرز لحظات النسخة السابقة من الملتقى، قبل أن يتوج المنظمون عدداً من الأسماء الثقافية والفنية التي تركت بصمة واضحة في المشهد الوطني.

وشملت التكريمات الإعلامي والمخرج الحاج أحمد بوعروة، والدكتور بوشعيب المسعودي، والكاتب والشاعر الدكتور عبد الرحمان الوادي، إلى جانب الفاعلَين الجمعويين محمد الشكراوي وعبد الجليل البهاني، اعترافاً بإسهاماتهم في إشعاع الثقافة والعمل التطوعي بالمدينة.

وعلى إيقاع الفن، أتحف الأستاذ سعيد بخاخ، مدير معهد الموسيقى والفن الكوريغرافي، الحضور بوصلة موسيقية راقية أضفت على الأمسية لمسة إبداعية مميزة. كما تم تقديم مؤطري الورشات التكوينية والندوة الفكرية المبرمجتين ضمن فعاليات الملتقى، إلى جانب التعريف بعدد من المؤلفات الجديدة التي ستعرف توقيعات خاصة خلال الأيام المقبلة.

وفي لحظة فنية – تربوية مؤثرة، عُرض الفيلم القصير “السجين”، الذي تناول علاقة التلميذ بالكتاب في زمن التكنولوجيا، مبرزاً أهمية القراءة كجسر للتحرر الفكري وتنمية الوعي الذاتي.

واختُتم الحفل بتنظيم حفل شاي على شرف المشاركين والضيوف، في أجواء من الألفة والحوار الثقافي، تخللتها نقاشات حول سبل تطوير الملتقى وتعزيز حضوره مستقبلاً.

وبهذا، تواصل مدينة حطان تأكيد مكانتها كفضاء حي للثقافة والإبداع، فيما يرسخ ملتقى “رالي القراءة” مكانته كمنصة وطنية تجمع بين الكتاب والفن وتفتح نوافذ جديدة للتفكير والحوار بين الأجيال.