[success]نجيد كباسي[/success]
إن الساحة الفنية المغربية عرفت حركية متنامية في الآونة الأخيرة من خلال التواجد الكبير لعمالقة الفن وشخصيات لها وزنها في مجال التمثيل مما يعطي للأعمال الفنية الاحترافية قوتها وحضورها الوازن، لكن هناك أيضا طاقات إبداعية شبابية منها هاوية ولها تجربة في المجال وتكوين عصامي ومنها من لها تكوين أكاديمي والتي ساهمت ولا زالت تساهم بشكل كبير في خلق هذه الدينامية وإعطاء دفعة قوية لهذا المجال انطلاقا من موهبتهم الخلاقة، الشئ الذي لمسته عند اشتغالي مع الفنان أمين السيافي من خلال مسرحية “الحلم الراكد” لجمعية محترف ناس الحال بخريبكة المستفيدة من دعم وزارة الثقافة والشباب والرياضة لموسم 2020 بحيث في البداية كان دائم الإصرار والإلحاح كي نشتغل سويا أو يشتغل على نصوصي المسرحية وكانت له رغبة كبيرة في معانقة الخشبة لكون كان له اهتمام بصنف المونودراما كمخرج مسرحي وساهم في اكتشاف وتألق العديد من الشباب العاشق للفن المسرحي وكذا إلى اهتمامه بالمجال التلفزي والسينمائي من خلال مشاركات في عدة أعمال فنية، بحيث أبان عن احترافية عالية في تشخيص كل الأدوار المركبة التي يلعبها، إضافة إلى مميزات أخرى يتصف بها كتحليه بالأخلاق الحميدة، كما أنه شخص مبادر وله رغبة كبيرة في التعلم والاستفادة ويحاول جاهدا كي يكون في مستوى التطلعات، وهذا الأمر أعجبني فيه كثيرا بحيث يبدي تفاعلا إيجابيا مع العمل والتواصل المستمر بطرح الأسئلة لاكتساب مهارات وتقنيات من خلال تجاوبه الكبير مع الدروس النظرية والتطبيقية في إعداد الممثل وبناء الشخصية المسرحية من خلال البحث عن المكامن القوية للشخصيات ورصد تفاصيلها الدقيقة والاشتغال عليها بدقة وتقمصها بنجاح مما أهله كي يكسب الرهان وفعلا استطاع تحقيق ذلك، وهذه الميزات كانت سببا كافيا لكي أقتنع به وأراهن عليه كممثل رئيسي في العمل ولا زلت أؤمن به كطاقة إبداعية حقيقية في مجال التشخيص، ومهما ما وصل إليه من تحقيق ذاته في المجال الفني لكنه يبقى دائما في حاجة ماسة إلى إعطائه فرصا من طرف المخرجين والمنتجين كي يبرز طاقاته ومؤهلاته وحتما سيكون في مستوى الحدث وأتنبأ له بمستقبل فني زاهر بعون الله لكونه فنانا بمواهب متعددة ويستحق أن يلعب الأدوار الطلائعية في أعمالنا الفنية المغربية.